| 06 مايو 2024 م

للقدس رجال لا يفرطون

البرلمان العربي: القرار الأمريكي يتحدى الشرعية والقرارات الأممية

  • 15 ديسمبر 2017
البرلمان العربي: القرار الأمريكي يتحدى الشرعية والقرارات الأممية

دعا البرلمان العربى لعقد قمة عربية طارئة لوضع خطة عربية شاملة تؤدى إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها مدينة القدس الشرقية، وذلك لما للقدس من أهمية ورمزية ومكانة دينية وتاريخية وثقافية عميقة لدى العرب والمسلمين والمسيحيين، فلا سلام ولا أمن فى المنطقة دون إقامة دولة فلسطينية ولا دولة فلسطينية من دون القدس.

وجاءت هذه الدعوة ضمن القرارات التى أصدرها البرلمان العربى، يوم الاثنين، إثر عقده لجلسة طارئة بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة الدكتور مشعل بن فهم السلمى، لبحث تداعيات قرار الرئيس الأمريكى بالاعتراف بالقدس عاصمة للقوة القائمة بالاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها.

كما قرر تكليف وفود من البرلمان العربى لزيارة البرلمانات المماثلة خاصةً البرلمان الأفريقى والبرلمان الأوروبى، وعدد من برلمانات الدول الأوروبية والدولية الفاعلة، لعقد لقاءات وحشد تأييد المجتمع الدولى للتصدى للقرار الأمريكى. كما طالب الأمم المتحدة بقيادة عملية السلام بعد أن أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية وسيطاً غير نزيه وغير مقبول فى تحقيق السلام الدائم والشامل، وأصبحت طرفاً فى النزاع باتخاذها موقفاً منحازاً للقوة القائمة بالاحتلال. كما أكد على وحدة الصف الفلسطينى، ونبذ الخلافات بين الفصائل الفلسطينية، والتوحد خلف القيادة الفلسطينية.

واعتبر البرلمان العربى أن القرار الأمريكى يُعد باطلاً ولاغياً ولا يترتب عليه أى أثر قانونى، إذ يؤسس بإملاء وإرادة منفردة لتغيير وضع قانونى قائم لمدينة القدس المحتلة، ويتحدى الشرعية والمرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، فى مسعى مرفوض لحسم هوية القدس العربية الإسلامية والمسيحية لمصلحة القوة القائمة بالاحتلال.

وقرر الرفض التام والإدانة الشديدة لقرار الإدارة الأمريكية بشأن الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة للقوة القائمة بالاحتلال، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، وتحميل الولايات المتحدة مسئولية تبعات القرار وما ستئول إليه الأوضاع على المستوى من  الإقليمى والدولى، وما يشكله من تهديد للسلم والأمن الدوليين.

وطالب المجتمع الدولى ومجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بالاضطلاع بمسئولياتهم تجاه إبطال هذا القرار واتخاذ جميع الإجراءات لرفض سياسة الأمر الواقع والالتزام بالقرارات الأممية والإجماع الدولى بشأن الوضعية القانونية لمدينة القدس، وإلزام القوة القائمة بالاحتلال بتنفيذ قرارات مجلس الأمن بهذا الصدد، كما طالب الأمم المتحدة بقيادة عملية السلام بعد أن أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية وسيطاً غير نزيه وغير مقبول. وطالب أيضاً منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» بالتصدى للقرار الأمريكى، فى إطار قرار المنظمة بشأن الجوانب التاريخية والتراثية والحضارية، التى تربط القدس المحتلة بالمسلمين والمسيحيين، وكذا القرار التاريخى للمجلس التنفيذى لليونيسكو الذى أكد  على أن المسجد الأقصى مكان عبادة خاص بالمسلمين ولا علاقة دينية لليهود به. ودعا البرلمان العربى لعقد قمة عربية طارئة لتجنيد جميع الطاقات من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلى لأراضى دولة فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس، وإحياء اتفاقية الدفاع العربى المشترك، والعمل على تجاوز الخلافات العربية بالحوار وحل المشاكل العربية بالوسائل السلمية، فضلاً عن مساندة ودعم صمود وتضحيات الشعب الفلسطينى فى مقاومته الباسلة، وفى نضاله ضد سياسة القوة القائمة بالاحتلال التى تهدف إلى تغيير الوضعية القانونية والتاريخية لمدينة القدس المحتلة، والمطالبة بتعزيز صندوق دعم القدس.

كما قرر مخاطبة البرلمانات الإقليمية والدولية، والاتحاد البرلمانى الدولى، لدفع الدبلوماسية البرلمانية للتصدى لخطورة القرار الأمريكى على فرص السلام فى المنطقة ودعوة برلمانات الدول التى لم تعترف بدولة فلسطين إلى الاعتراف بها نُصرة للحق ودعماً للسلام وتعزيزاً للأمن. هذا، وقد دعا البرلمان العربى أيضاً للتنسيق والتحرك المشترك بين البرلمان العربى والبرلمانات الوطنية العربية وجامعة الدول العربية، وتكثيف جهود الدبلوماسية العربية الرسمية والبرلمانية فى مختلف دول العالم، لإحباط جميع خطط التحرك للقوة القائمة بالاحتلال وقطع الطريق على اتصالاتها فى محاولتها تضليل الرأى العام العالمى وكسب تأييد وإقناع بعض دول العالم بالموافقة على القرار الأمريكى، إلى جانب دعم جهود المجموعة العربية فى الأمم المتحدة للتحضير لمشروع قرار فى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة يرفض القرار الأمريكى ويطالب الإدارة الأمريكية بالتراجع عنه، والتنسيق مع البرلمانات العربية خاصة فى المحافل الإقليمية والدولية لحث الرأى العام العالمى لدعم الموقف الفلسطينى، والتصدى للقرار الأمريكى، وكذلك دعوة المنظمات القانونية العربية لرفع قضية أمام محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية العليا للتصدى للقرار الأمريكى الذى يشرع للاحتلال وجرائمه. كما دعا الدول العربية ومجلس وزراء التعليم العرب والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى إدماج قضية القدس فى المناهج الدراسية العربية فى مختلف المراحل التعليمية، لتأكيد مكانة القدس فى وجدان أبناء الأمة العربية، ودعوة جميع وسائل الإعلام العربية للقيام بدورها المسئول فى بث روح التفاؤل ونقل الحقائق وتحرى الدقة، والمساهمة فى تعزيز استنهاض القوى والطاقات العربية بكل أشكالها من أجل القضية الفلسطينية، والحفاظ على الوضعية القانونية لمدينة القدس المحتلة بنداً دائماً على جدول أعمالها، كما دعا المجتمعات العربية لمقاطعة السلع الأمريكية، وحث جامعة الدول العربية على إحياء مكتب المقاطعة العربية للقوة القائمة بالاحتلال إسرائيلى، وإيجاد حالة من الضغط الاقتصادى لمواجهة القرار الأمريكى.

مصطفي هنداوي ومحمد الصباغ

طباعة
الأبواب: ملفات خاصة

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg