| 17 يونيو 2024 م


27 سبتمبر, 2017

سعد المطعنى.. يكتب "رؤية": مع إمام السلام

سعد المطعنى.. يكتب "رؤية": مع إمام السلام

خلال اثنين وسبعين ساعة فقط القى الإمام الأكبر للإنسانية جمعاء كلمتين هامتين الأولى يوم الجمعة الماضى والكلمة هى عبارة عن صرخة ونداء من الأزهر الشريف للبشرية جمعاء منبهاً فضيلته العالم كله الذى صم اذنه وأغلق عينيه عما يتعرض له مسلمو الروهينجا من أعمال القتل والتهجير والحرق والابادة الجماعية والتى راح ضحيتها حتى الآن مئات النساء والأطفال حيث المشاهد المفزعة والأحداث المؤلمة تحدث أمام بصر العالم اجمع وللاسف لم تحرك له ساكنا فصمتت كل الابواق التى تنادى بحقوق الإنسان وبهذه الصرخة يكون فضيلته قد نبه الضمائر الحية تجاه هذه الأحداث اللاإنسانية.

اما الكلمة الثانية فهى التى وجهها فضيلته يوم الاحد الماضى أمام الحضور فى مؤتمر حول السلام العالمى والذى عقد تحت عنوان «طرق السلام» والذى تستضيفه ألمانيا وقد حث فضيلته فى كلمته على ضرورة نشر ثقافة التعايش والسلام ونبذ مظاهر العنف والكراهية بين بنى الإنسان عامة بصرف النظر عن دينه أو لونه أو عرقه وبهذه الهبَّة الأزهرية المخلصة يكون فضيلته قد وضع العالم اجمع أمام مسئولياته تجاه ما يموج به عالم اليوم من أحداث تكدر صفو النفوس الإنسانية السليمة نتيجة أحداث العنف التى تدور فى كثير من بقاع الأرض سواء هنا أو هناك.

ومن هنا يمكننا القول بان الأزهر الشريف بهذا التحرك الإنسانى يكون قد حرك الماء الراكد من أجل اشاعة السلام بين الإنسانية جمعاء وفى ذات الوقت يحذر من انتشار الإرهاب نتيجة الكيل بمكيالين ازاء القضايا التى تخص العالم الإسلامى والتى يتعامل معها الغرب ومتخذو القرار فى المحافل الدولية بصورة لا تتفق مع ما ينادون به من لافتات براقة تدور فى مجملها حول ما يسمى بحقوق الإنسان.

ولا غرابة أن نرى فضيلته فى نهاية كلمته أمام مؤتمر السلام بألمانيا يقول فيما معناه «وانا كمسلم» يدى ممدودة بالسلام مع أى إنسان بصرف النظر عن دينه أو اتجاهه أو فكره وهو بهذا يقدم الدليل تلو الآخر على أن الإسلام والمسلمين هم طلاب سلام وليس كما يصفهم البعض بخلاف ذلك.

ان فضيلة الإمام الأكبر بهذا الحضور العالمى يُعيد للأزهر الشريف مكانته التاريخية ودوره الحضارى والإنسانى انطلاقا من مفاهيم الإسلام التى تدعو إلى الحب والسلام بين بنى الإنسان ويعطى صورة حضارية لبلاد الغرب خاصة التى شاع فيها ما عُرف أخيراً «بالإسلاموفوبيا» وهم يرون إمام المسلمين يتحدث بلغة السلام ويمد يده بالسلام فلابد أن هذه الكلمات ستؤتى ثمارها والدليل على ذلك الحفاوة البالغة التى قابل بها المؤتمرون كلمة فضيلته واستقبال السيدة ميركل الحار وانصاتها إلى كل كلمة يقولها فضيلته فتحية للأزهر الشريف وشيخه الجليل الذى أعاد للأزهر هيبته ومكانته الدولية.

عدد المشاهدة (1376)/التعليقات (0)

كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.







حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg