ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يوضح الخطوط العريضة لأساليب التربية الإيجابية
د. فاطمة رجب: على الوالدين اتباع منهج تربوي صحيح يقوم على تنشئة جيل سوي متزن إيمانيًّا
د. فايزة عبد السلام: تعزيز الثقة بالنفس واحترام الوالدين ووجود علاقات اجتماعية قوية .. أبرز فوائد التربية الإيجابية
عقد الجامع الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، الندوة الأسبوعية من البرامج الموجهة للمرأة تحت عنوان: "أساليب التربية الإيجابية"، وحاضر فيها د. فاطمة رجب، وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، ود. فايزة أحمد عبد السلام، أستاذ التربية بجامعة الأزهر، وأدارت الندوة د. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.
وأكدت د. فاطمة رجب، أن على الوالدين اتباع منهج تربوي صحيح يقوم على رفع كفاءة الأبناء في مختلف المجالات، وتنشئة جيل سوي متزن إيمانيًّا وفكريًّا واجتماعيًّا ونفسيًّا واقتصاديًّا، مبينة أن الاتزان الفكري والعقلي يتحقق بأساليب، منها: حفظ كتاب الله تعالى، وقدر من السنة النبوية، وقدر من علوم الدنيا تتوافق مع ميولهم، وقدر من القراءة اليومية في مختلف المجالات، وصحبة الأخيار، مضيفة أن الاتزان النفسي والاجتماعي يتحقق عن طريق التواصل وإيجاد لغة للحوار، والاحترام والتقدير، والحب والرحمة، والإنصات، والتشجيع.
وأضافت أن الاتزان الاقتصادي يكون بتحري الحلال، والاعتدال في النفقة، والاقتصاد والادخار.
من جانبها، أوضحت د. فايزة عبد السلام، أن التربية الإيجابية هي رعاية السلوك الجيد للأطفال وتنمية مهاراتهم اللغوية والسلوكية والحركية والعاطفية بطريقة هادفة وبناءة، تقوم على احترام شخصية الطفل ورغباته ومراعاة احتياجاته وقدراته، كما أن التربية الإيجابية تستند، على أسس منها: الحب والاهتمام، والتحفيز، والقدوة، والدعم، والاستماع، والاحترام المتبادل.
وذكرت د. فايزة أحمد عدة أساليب للتربية الإيجابية منها: أسلوب التسامح، والاستقلال، والتقبل، والتوضيح والإرشاد للسلوك الخطأ بهدوء، والحزم الإيجابي، واختيار العواقب وليس العقوبات، مضيفة أن من القواعد المهمة التي يجب اتباعها: ابدأ مبكرًا في التربية- احترم طفلك-ضع مجموعة من الضوابط لكل شيء -علمه إدارة الوقت-ساعده في إيجاد حلول لمشكلاته- امدح طفلك لتدعيم الشعور بالثقة لديه.
وبينت أستاذ التربية بجامعة الأزهر فوائد التربية الإيجابية ومنها: تعزيز الثقة بالنفس، واحترام الوالدين، ووجود علاقات اجتماعية قوية ومهارات اتصال عالية، مؤكدة أن بذل هذه الجهود يحقق تربية إيجابية للأبناء ويحل كثيرًا من المشكلات السلوكية، وعلى الآباء والأمهات التكاتف والتعاون في اتباع هذه الأساليب، لتوفير حياة أفضل وأمان نفسي ووجداني أعمق لأبنائهم.
وفي السياق ذاته، أوضحت د. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر، أن التربية الإيجابية ليست عملية سهلة، ولكنها عملية تحتاج إلى صبر ومصابرة وتدرج، وعلى الآباء أن يعلموا أن التربية تتم في أول سبع سنين من عمر الطفل، ثم تأتي مرحلة التأديب تليها مرحلة المصاحبة، فلا تتركوا الأبناء دون تربية في الصغر وتشتكون منهم في الكبر.
كما أكدت على ضرورة التربية المالية للأبناء منذ الصغر، وليعلموا أن المال لا ينزل من السماء إنما نتيجة جهد وعمل، وعليهم أن يحترموا المال بالحفاظ على الممتلكات، وترشيد الاستهلاك، والتفريق بين الرغبات والاحتياجات، ومعرفة معنى الادخار، وليدركوا مفهوم الزكاة وأهمية العطاء، مضيفة أن على الآباء تربية أبنائهم على الشعور بالمسئولية، والإحساس بالآخرين، وأن يخففوا المواعظ ويكثروا من لغة الحوار والتواصل.
جدير بالذكر أن هذه البرامج تعقد تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.