لقد اهتم الإسلام بقضية السلام اهتماماً كبيراً لا نجد له نظيراً فى قانون من القوانين الوضعية، وليس أدل على ذلك من ورود كلمتى السلام والسلم فى القرآن الكريم أربع وأربعين مرة، بينما نجد كلمة الحرب لم تُذكر فى القرآن الكريم إلا فى ستة مواضع فقط، وهذا إن دلنا على شيء فإنما يدلنا على أن السلام هو الأصل فى العلاقات بين الأفراد والشعوب، وأنه يحقق رخاءها واستقرارها، وأن عالماً بدون سلام هو عالم مضطرب تسوده الفوضى وتسفك فيه الدماء ويعتدى على الحرمات وينتشر فيه الإرهاب، والتاريخ والواقع شاهدان على ما أقول، وقد تأصلت قضية السلام فى الإسلام لتشمل جميع جوانبه سواء فى الكون والإنسان والطبيعة بحيث تجتمع عقيدة الإسلام وشريعته وجانبه الخلقى على السلام والدعوة الحقيقية إليه، فالسلام جزء لا يتجرأ من الإسلام والسلام اسم من أسماء الله الحسنى ويدل على ذلك قوله تعالى: «وهو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام» سورة الحشر الآية:23. كما أنه تحية أهل الجنة قال تعالى: «والله يدعو إلى دار السلام ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم» سورة يونس: 25.