إن ما حدث لهذه الأمة في العصر الحديث ما كان ليحدث لو أن علماءها ومفكريها كانوا على يقظة لما يدبر لها من داخلها وخارجها، وعلينا أن نعلم أن سر بقاء هذه الأمة، رغم كل الضربات القاتلة التي تُسدَّد إليها، ليس مرده إلى أرباب العلم والفكر، وإنما مرده إلى الله القوي العزيز، الذي تعهد بحفظ القرآن الكريم من لدنه، وبقاء هذه الأمة على قيد الحياة. فوراثة العلماء للأنبياء ليست قاصرة على وراثة العلم والتشريع فحسب، بل تشمل أول ما تشمل وراثة رسالتِهم – عليهم الصلاة والسلام – في الإصلاح والتغيير، وبذل الجَهد والعرق والتعب من أجل إنقاذ الأمة وإسعادها.