08 مارس, 2016

الأزهر .. قوة مصر الناعمة .. شهادة ينطق بها العالم

الأزهر .. قوة مصر الناعمة ..  شهادة ينطق بها العالم

د.غانم السعيد: الأزهر ضمير الأمة وحامي تراثها ومقدساتها
د.الهام شاهين: احتضان الإمام الأكبر للوافدين أنعش دور الأزهر عالمياً
د.حامد المكاوي: توفير الدعم المالي ليواصل مسيرته المباركة

أعرب عدد من علماء الأزهر عن فخرهم واعتزازهم بالتربية داخل حصون قلعة الوسطية، مشيدين بالدور الريادي الذي اعاد القوة والعالمية إلى كعبة العلم التي اعترف بدورها القاصي والداني في نشر صحيح الدين في ربوع العالم، فلم يكن الاحتفاء البالغ بشيخ الأزهر ومجلس حكماء المسلمين والوفد المصاحب له في اندونيسيا والاشادات العالمية بالزيارة التاريخية اعتراف باستعادة الدور الريادي للأزهر الشريف في العالم، بل إشادة بجهوده في شتى أنحاء العالم.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف خلال لقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسي في بكازاخستان بدور الأزهر في دول شرق آسياعلى الجهود المقدرة التي يقوم بها الأزهر الشريف باعتباره منارة للفكر الوسطي المعتدل، ورحب السيسي بمبادرة الرئيس نزارباييف لعقد مؤتمر"الأديان ضد الإرهاب" الذي تستضيفه كازاخستان العام الجاري باِعتباره خطوة هامة لتعزيز الحوار بين الأديان والحضارات، كما أشاد الرئيس الكازاخي بالدور الذي يقوم به الأزهر الشريف في تعليم أبناء كازاخستان في مصر.

في البداية، قال الدكتور غانم السعيد استاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بالقاهرة، إن الأزهر الشريف له تاريخه الحافل في حياة الأمة الإسلامية منذ القدم، فهو الذي حمل على عاتقه تراث الأمة، وضميرها الحي الذي يعبر عنها، والمدافع عنها حينما يتكالب عليها الأعداء، موضحاً أنه كم عدت على الأمة من عواد كان هو فارسها الهمام وبطلها الشجاع بفضل علمائه الأجلاء الذين حملوا أرواحهم على أكفهم في كثير من المحن والأحداث الكبرى التي مرت بالأمة لينافحوا عنها ويزودوا عن مقدساتها، مشيراً إلى أن الأزهر له دور هام في نشر الإسلام وتوضيح قيمه وأخلاقه وأثره الواضح في أن تتخطى سمعته وشهرته الحدود لتصل إلى أصقاع العام الإسلامي الذي ينظر إلى الأزهر وعلمائه بإجلال واحترام إلى أن صار قبلة العلم التي يفد إليها أبناؤهم ليتلقوا في رحابه وعلى يد شيوخه وعلمائه العلوم الشرعية والتطبيقية من طب وهندسة واقتصاد وزراعة وغيرها.

وأضاف السعيد أن الأزهر أصبح بفضل هذا الدور العظيم الذي يقوم به في عالميه العربي والإسلامي من أهم مصادر القوة الناعمة لمصر، وصارت كلمته في قضايا الأمة الإسلامية هي الكلمة الفصل، رغم ما تواجهه الأمة الإسلامية في الآونة الأخيرة من فكر متطرف هدام يطوع النصوص لتوافق هواه وضلاله، مشدداً على أن كعبة العلم زاد الوافدين إليها من كافة الأنحاء، وكثر عدد المبعوثين من العلماء والشيوخ إلى هذه الدول ليحملوا رسالة الأزهر الوسطية ويقضون على الأفكار المتطرفة الهدامة قبل انتشارها، مشيراً إلى أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر ادرك حجم التحديات وعظم المسؤوليات الواقعة على عاتق الأزهر فلم يتردد في توفير كافة الامكانات، وشحذ الهمم، وتوجيه الطاقات نحو الأهداف المنشود،موضحاً أن لمجهوداته صداها عند كل قادة وزعماء الدول الإسلامية الذين تبادروا في توجيه الدعوة إليه لزيارتهم ليكرموا الأزهر وعلماءه في شخصه، ولم يتردد فضيلته في تلبية الدعوات ليوطد العلاقات، ويؤكد على دور الأزهر في توحيد الصف الإسلامي، واستقبلته قيادات هذه الدول استقبال الرؤساء والزعماء، وخرجت الجماهير في حشود ضخمة اصطفت لعشرات الكيلو مترات لتعبر عن امتنانها العظيم وتقديرها الكبير للأزهر وشيخه، مشيراً إلى أن ما رآه الجميع في أندونيسيا من استقبال حافل وضيافة كريمة لوفد الأزهر برئاسة الإمام الأكبر يعكس المكانة العظيمة التي يحتلها الأزهر في قلوب الشعوب كافة.

مباديء الإسلام الأصيلة
تقول إلهام شاهين مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر إن الأزهر كان فى الفترة السابقة مغيبا عن ساحة الريادة الدينية فى مصر وإن لم يكن مغيبا عن دوره الريادى الدينى فى العالم إلا أن نشاطه كان غير ملحوظ للعوامل الداخلية التى كانت تقيد نشاطه لصالح القوى العلمانية والجماعات الدينية وقد أدي ذلك لضعف الحياة الاجتماعية والدينية في الأمة العربية والإسلامية، موضحة أن العودة إلى الوسطية الأزهرية بالمباديء المعتدلة يدعم جهود السلام ومباديء الإسلام الأصيلة التي تربت عليها الأمة الإسلامية من خلال تراثها الصحيح، مشددة على أن التعليم فى مصر والعالم الإسلامى كان يقوم على عاتق علماء الأزهر الشريف من خلال مسجده الشريف، حيث قاوم الأزهر بعلمائه وطلابه الاحتلال بالقول والعمل، كما لم تخرج فتاوى من ابنائه وعلمائه تحض على القتل والتعدى، لذا ظل احترام العالم كله للإسلام والمسلمين قائما، مشيرة إلى أنه وقف كالمحارب المقدام ضد الإساءة للإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام ليمضي منارة العالم الإسلامي ضد المحاولات الماكرة الساعية إلى جر الأمة إلى الحروب والاقتتال، منوهة إلى أن الأزهر استعاد قوته ومجده وريادته بمساعي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ووقف ضد العلمانيين وحمى أبناءه في الداخل والخارج وأزال العراقيل التي يرميها المتشددون في طريق الدعوة ، مؤكدة ان احتضانالإمامالأكبرللوافدينيصقل ويرسخ دورالأزهرعالمياً.

زيادة الدعم
وأضاف الدكتور حامد المكاوي مدرس التفسير وعلوم القرآن بجامعة الازهر أن اشادة جميع دول العالم بدور الأزهر الريادي خلال الفترة الاخيرة يستوجب تطويرا مستمراللمناهج الأزهرية، بما يتماشى مع فهم أبناء دول شرق آسيا ويعمق مفهوم وسطية الاسلام وسماحته حتى لا يحدث خلط بين ما يدرسونه وبين ما يتناوله خطاباتهم الدينية، لافتاً إلى ضرورة توفير الدعم المالي للأزهر الشريف حتى يستطيع أن يقوم بدوره في استضافة الوافدين من كل بقاع الارض، ودعمه في استعادة الإسلام والعرب والمسلمين أجمعين لدورهم على مستوى العالم بمعنى استعادة الفاعلية بمستواها الذي كانت عليه في القدم، في إطار التواصل مع كافة الدول والاهتمام بها والتعرف على مشاكلها وحلها والاستفادة من خيراتها وإفادتها بخيراتنا فـ"المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا"، ومن هذه الدول آسيوية وإفريقية وكذلك الأقليات المسلمة في مختلف دول العالم، حتى يصل الأزهر بسماحته ووسطيته إلى شتى بقاع الارض.
أحمد نبيوة

قراءة (5920)/تعليقات (0)

كلمات دالة:
تحالف غرب أفريقيا يطوّر استراتيجياته لمواجهة "بوكو حرام"
مرصد الأزهر

تحالف غرب أفريقيا يطوّر استراتيجياته لمواجهة "بوكو حرام"

 تابع مرصد الأزهر باهتمام بالغ الاجتماع الذى انعقد برعاية أممية والذى ضم ممثلين لعشر دول تمثّل تحالف غرب أفريقيا لمكافحة إرهاب جماعة بوكو حرام بمدينة لومى عاصمة توجو، وذلك لمناقشة سبل مواجهة الإرهاب وتعزيز الأمن فى دول المنطقة. وفى هذا الإطار أعلنت بعثة الأمم المتحدة بتوجو فى بيان لها أن ممثلى دول بنين وبوركينا فاسو وساحل العاج وغينيا بيساو ومالى والنيجر والسنغال ونيجيريا وكاب فردى والبلد المضيف توجو اجتمعوا على مدار يومين لمناقشة تطوير استراتيجيات مكافحة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة بوكو حرام، وخاصة فى مجال تأمين المطارات والمنشآت الحيوية بدول التحالف. وطبقاً للبيان فقد أعلن المشاركون فى التحالف خلال الاجتماع عزم التحالف تكثيف جهود المواجهة للجماعات الإرهابية فى غرب أفريقيا، والمضى قدماً فى سبيل القضاء على جماعات العنف والإرهاب. كما أوضح البيان أنه بات من الضرورى على دول التحالف تطوير استراتيجياتها فى مواجهة الإرهاب، فى ظل ما تقوم به الجماعات الإرهابية من تغيير مستمر فى أساليبها الإجرامية؛ الأمر الذى حذّر منه مرصد الأزهر فى عدد من تقاريره حول نشاط جماعة بوكو حرام والأساليب التى تنتهجها لتنفيذ عملياتها الإجرامية؛ حيث لم تعد بوكو حرام - ومثلها فى ذلك مثل غيرها من جماعات العنف والإرهاب - تتبع سياسة محددة، أو منهجاً معيناً فى تنفيذ هجماتها، فما بين تفخيخ الفتيات، وإطلاق النار بشكل عشوائى، ومهاجمة قرى وقتل من فيها وحرق منازلهم عليهم، فضلاً عن جرائم الاختطاف تتعدد استراتيجيات بوكو حرام، مما يتطلب تنويعاً وتطويراً فى سبل المواجهة، وهو ما أكد عليه الاجتماع ونادى به المرصد أيضاً من قبل.

تفاصيل قضية اندماج المسلمين فى ألمانيا
مرصد الأزهر

تفاصيل قضية اندماج المسلمين فى ألمانيا

تتميز ألمانيا بوجود تنوع فى الأديان والثقافات، حيث يضمن دستورها حرية ممارسة العبادة وقد ساعد هذا الحق الدستورى الملايين من المسلمين على الاندماج هناك وبناء دُور عبادةٍ لهم. ولايزال عدد من قضايا «المسلمين فى ألمانيا» محور جدل ونقاش، حيث يعيش فى ألمانيا نحو 4.8 مليون مسلم، معظمهم من الأتراك، الذين جاءوا مع عائلاتهم إلى ألمانيا خلال الستينات ومطلع السبعينات، وتُثير هذه القضية الكثير من المناقشات فى الأوساط السياسية والبرلمانية والبلدية والثقافية، خاصةً عند الحديث عن حقوق أبناء هذه الأقلية الدينية فى إقامة مساجد ومقابر لهم فى أماكن إقامتهم، وكذلك عند الحديث عن حق الفتيات المسلمات فى ارتداء الحجاب فى المدارس الألمانية، ومعارضة بعض الجهات السياسية والاجتماعية والثقافية الألمانية لهذا الموضوع. فعلى الرغم من أن الدستور الألمانى ينص فى مادته الرابعة على حرية المعتقدات الدينية وحرية التعبير عن الرأى، كما ينص أيضاً على المساواة بين الألمان والأجانب فى الحقوق والواجبات كافةً وكذلك احترام كرامة الإنسان وحريته الشخصية، إلا أن الاتجاه العام فى الدولة يتحفظ على وجود شعارات دينية فى أماكن التعليم والدراسة انطلاقاً من أنها تشير إلى نوع من أنواع التمييز الدينى المخالف أيضاً للتوجه العلمانى للدولة، هذا كله بغض النظر عن أن الموضوع فى غاية التشعب والتعقيد، خاصة أننا نتحدث هنا عن دولة يحكمها قانون فيدرالى يتنوع من ولاية لأخرى فيما يخص التعليم والأسرة فى المقام الأول.

مسلمو إسبانيا ينتصرون على الإرهاب
مرصد الأزهر

مسلمو إسبانيا ينتصرون على الإرهاب

الاختلاف سُنة من سنن الله فى خلقه، لذلك ينبغى على كل إنسان احترام الاختلافات وتقبلها والتعايش معها، دون أى تمييز بين البشر بسبب الدين أو الجنس أو اللون؛ ودون أن يذوب كل طرف فى الآخر أو يفقد هويته؛ يقول الله تعالى «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ» (سورة هود: 118/119). لكن الواقع المعيش اليوم يشير بوضوح إلى أن اختلاف الدين قد تحوّل فى عالمنا المعاصر إلى دافع للتمييز والحروب والصراعات، لا سيَّما بسبب ما يرتكبه المجرمون تحت ستار الشعارات الدينية التى تحرك القلوب. وعلى الرغم من ذلك، فهناك كثيرون حول العالم يؤمنون بأن البشر كلهم سواسية وأنه لا صلاح للعالم دون مشاركة واندماج الجميع على تفاوت عقائدهم واختلاف ثقافاتهم وتنوع أفكارهم.

خلافة "داعش" المزعومة فى مهب الريح!
مرصد الأزهر

خلافة "داعش" المزعومة فى مهب الريح!

تابع مرصد الأزهر التقرير الذى أورده موقع «BBC» عن تنظيم داعش الإرهابى فى العراق وسوريا يظهر فقده ما يقرب من ربع الأراضى التى سيطر عليها فى العراق وسوريا خلال العام الماضى. وأفاد تقرير» IHS Conflict Monitor» أن مساحة الأراضى التى تقع تحت سيطرة تنظيم داعش وصلت إلى 60٫400 كيلومتر مربع، فى ديسمبر 2016، مقارنة بنحو 78٫000 كيلومتر مربع فى يناير من نفس العام، وهو ما يعنى أن مقدار الأراضى التى خسرها التنظيم خلال عام 2016 أكثر بـ 14٪ عنها فى عام 2015. ففى يونيو 2014 سيطر التنظيم على مدينة الموصل فى العراق، وانتقل جنوباً نحو العاصمة بغداد، وتمت مواجهته من قبل الجيش العراقى وذلك شكل تهديداً على العديد من المجتمعات العرقية والدينية فى البلاد، وأشارت التقارير إلى أن نحو 10 ملايين شخص يعيشون تحت سيطرة التنظيم، إلا أن تقرير «IHS Conflict Monitor» فى أكتوبر 2016 أشار إلى أن الرقم ربما يصل إلى ستة ملايين شخص.. المرصد يلقى الضوء على كيف نشأ التنظيم.. وإلى أى حد وصل الآن من الاحسار فى مساحة الأراضى التى كان يسيطر عليها.

الدكتور المحرصاوى.. فى سطور
متابعات

الدكتور المحرصاوى.. فى سطور

ولد فى 1962 والتحق بالأزهر الشريف، ثم أحب اللغة العربية فالتحق بكليتها فى 1985 وعزم على التفوق فيها، فحصل على الليسانس بتقدير عام جيد جدا، ثم حصل على درجة التخصص (الماجستير) فى قسم اللغويات برسالة علمية عن دراسة المسائل النَّحْوِيَّة والصرْفيَّة مِنْ كتاب «شرح قصيدة بانتْ سُعادُ» لكعب بن زهير، لابن هشام الأنصارى، أعقبها فى 1996 الحصول على العالمية (الدكتوراه) برسالة علمية عن الجزء الثانى من كتاب «النبيل إلى نحو التسهيل» للشيخ خالد الأزهرى دراسة وتحقيق، ومن بعدها رقى إلى أستاذ مساعد ثم أستاذ، وانتخب عميدا للكلية.

الأول139313951397الأخير