تعاني مجتمعاتنا اليوم من التِّيهِ جراء ما يمكن أن نسميه بـ "الفقهِ العَبَثيِّ" – إن صحَّت هذه التسميةُ- ذلكم الفِقْه الذي يطرُقُ أسماعَ الناس ليلًا ونهارًا، ويُطاردُهم حيثما كانوا، ليردَّهم لا إلى يُسرٍ في الشريعةِ ورحمة في القرآنِ والسُّنَّةِ؛ وإنَّما إلى أخلاطٍ من الآراءِ المُتشدِّدةِ التي قيلت في مناسباتٍ خاصَّةٍ، وتحت ضغط ظروفٍ طارئةٍ، ليس بينها وبين واقعِ الناسِ الآنَ صِلةٌ ولا نَسَبٌ ، أو تلك الفتاوى المتسيبة التي تحلل الحرام وتحرم الحلال دون تأصيل أو تنظير علمي .