لما وصل ﷺ مزدلفة أمر بالأذان فأُذِّن وصلى المغرب بإقامة ثلاثًا، وصلى العشاء بإقامة ركعتين، المقصود: صلاهما بأذان واحد وإقامتين كما فعل في عرفات ﷺ.
«..ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، وَصَلَّى الْفَجْرَ، حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ، بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ، ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ، حَتَّى أَتَى الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَدَعَاهُ وَكَبَّرَهُ وَهَلَّلَهُ وَوَحَّدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى أَسْفَرَ جِدًّا، فَدَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ..». [أخرجه مُسلم]
ذكر بعض العلماء أن المشعرَ الحرام هو المزدلفةُ نفسُها، وقيل هو جبل في المزدلفة يقال له قزح، وكان ﷺ قد أذِن للضعفاء والنساء والشيوخ بالانصراف من مزدلفة ليلًا لئلا يحطمهم الناس، أما الأقوياء فبقوا معه حتى صلّوا الفجر ووقفوا عند المشعر ودعوا الله كثيرًا حتى أسفروا، فلما أسفر ﷺ انصرف إلى منى قبل طلوع الفجر.