الجماعات المتطرفة

 

12 أبريل, 2018

مصادر تمويل "داعش"

     بعد دحرِ تنظيمِ داعش في سوريا والعِراق، وبعد أن مُنيَ بهزائم أطاحت بكلِّ مقوماته، اهتمت وحدة الرصد باللغة الفرنسية بكشف مصادر تمويل هذا التنظيم الإرهابي التي تعجَّبَ الجميعُ منها ومن امتلاكِهِ كلّ هذه الوسائل التي جعلته يصمد ثلاث سنوات.
لا ريبَ أنَّ المالَ هو عصبُ الحربِ، ولهذا السبب حرص تنظيم "داعش" على تأمين مصادر دخل متعددة، ومن خلالِ تحليلنا للمشهدِ نؤكِّدُ أنَّ النفطَ لم يكُ هو المصدر الرئيسي لتمويل هذا التنظيم، وذلك لأنَّ الأموال التي أنفقها على العمليات الإرهابية واستقطاب الشباب من هنا وهنا، لم يكن لمصدرٍ واحدٍ أن يُغطيها. الأمرُ أكبر من ذلك والوسائل متعددة، فـــ"الزراعة المحلية" كانت بالتأكيد هي الأكثر استغلالًا لتوفير دخل مادي للتنظيم، مستفيدًا من حقيقية أنَّ التحالُفَ الدولي لا يقصف المزارع. وبالفعل فقد استطاع التنظيم أن يستغل كل سنتيمتر من الأراضي الزراعية التي كانت يسيطر عليها، من خلال فرض ضرائب على محصول القمح، وعلى كلِّ لتر من الألبان، وكذلكَ الفواكه المباعة في الأسواق التي كان يسيطرعليها.
فــ"الزراعة" كانت مصدر من مصادر تمويل التنظيم، مثلها مثل الأموال المتولدة من سوق النفط. فقد رصدنا، من قبل، أخبارًا تفيد أنَّ هناك لوحة تَمَّ العثورُ عليها في حقيبة، تحدد ربح قدره 1.9 مليون دولار في يوم واحد، من بيع الشعير والقمح، ووثيقة أخري تُشيرُ إلى أنَّ التنظيم قد جنى أرباحًا تقدر بثلاثمائة من الدولارات من بيع الدقيق في ثلاثة أماكن في الموصل.
هذا بالإضافة إلى مصادرة الأراضي، والتي كان التنظيم ينزع ملكيتها من مالكيها ويصادرها. وما جعلهم يحافظون على كيانِهِم لمدة ثلاث سنوات هو اتباعُهم للوحشية والبيروقراطية. فمقاتلو "داعش" تمكَّنوا من صُنْعِ دولةٍ زائفةٍ وحافظوا عليها لمدة ثلاث سنوات، لأنهم اعتمدوا على "اثنين من الأدوات التكميلية: الوحشية والبيروقراطية"، التي استطاعوا من خلالهما أن ينهبوا الكثيرَ والكثير.
ومن هُنا نرى أنَّ تنظيم داعِش الإرهابي كان قد حاول أن يُعَدِّدَ من مصادر دخله كي يُحافظ على دولتِهِ المزعومة. وهذا لا ينفي أنه كان يتلقى دعمًا ماديًّا من شركات لها صلة بالإرهاب وقد أشرنا لذلك في أكثرِ من تقرير.


كلمات دالة: مرصد الأزهر