الجماعات المتطرفة

 

15 أغسطس, 2018

هل يؤدي فيسبوك واجبه في القضاء على أشكال التعصب والتطرف؟!

     تحتل وسائل التواصل الاجتماعي مكانة كبيرة لدى العامة ووسائل الإعلام، لما لها من قوة تأثيرية كبيرة على أرض الواقع، حيث تمكّن أي فرد من أن يكون له صوت مسموع وكلمة رنانة لدى المتابعين في جميع أنحاء العالم.

وهذا التأثير قد يكون سلاحًا ذا حدين؛ فأحيانًا يكون دافعًا لتعزيز حرية التعبير، وأحيانًا يكون أداة للترويج للتعصب والتطرف، فمع أن مواقع التواصل الاجتماعي دورها الأساسي هو نشر التواصل الإيجابي بين الناس، لكن في كثير من الأحيان نجدها تتحول لأداة لنشر خطابات الكراهية والتعصب، وتحت مظلة هذه الكراهية تنتشر الإسلاموفوبيا.

ويؤكد هذا تصريح ميجان سكوير، أستاذ علوم الحاسب الآلي بجامعة إيلون بكارولينا الشمالية‏، الذي نشره موقع "بازفيد نيوز"، الذي يفيد بأن ميجان كانت تقوم بإعداد مشروع، يتعلق بالمحتوى المعادي للإسلام على الفيسبوك،‏ من أجل مؤتمر عن المعلوماتية الاجتماعية سيعقد في سبتمبر القادم، واستمر هذا البحث طيلة عشرة شهور قالت عنهم الباحثة: إن هذه الفترة غير كافية لتغطية كمية الخطابات العدوانية ضد الإسلام والمسلمين، ‏وقالت: إنَّ ذلك إنذار خطير، ومن يعتقد سهولة الأمر فهو مخطئ. ‏

ما صرحت به ميجان يثير القلق بشأن دور فيسبوك في انتشار التعصب والتطرف؛ إذ إنها لفتت الانتباه إلى أن كمية المحتويات المعادية للإسلام وخطابات الكراهية‏ خرجت عن حدود السيطرة، حيث أشارت خلال بحثها إلى أنها توصلت إلى أن فيسبوك أصبح مؤخرًا المحرك الأساسي لجماعات متعصبة ومتطرفة، مثل الجماعات المعادية للهجرة، وجماعات البيض المتعصبين.

 و اعتمدت ميجان في بحثها، على مادة للبيانات تحتوي 700000 عضو داخل 1870 مجموعة مغلقة ومفتوحة على الفيسبوك لجماعات موصوفة بالتعصب، معتمدة في اختياراتها لجماعات التعصب على معيار من أحد المراكز المتخصصة في ألاباما.

وعلى صعيد آخر، قالت إدارة فيسبوك: إنَّها بصدد تطوير تقنية من أجل متابعة خطابات الكراهية، لكن التقنية لن تكون هي الأمثل في التعامل مع الإشكالية، فلا بد من وجود موظفين متخصصين لرقابة مثل هذه المحتويات، وأضافت الإدارة أنها أزالت ما يقرب من 2.5 مليون محتوى للكراهية في الربع الأول من هذا العام.

 ومع ذلك، في العام الماضي، أعلنت إدارة فيسبوك أنها قادرة على إزالة 99% من المحتويات المتعلقة بالإرهاب والتطرف، بفضل تقنية الذكاء الاصطناعي التي تساعد في وقف نشر المحتوى، وفقًا لما نشرته صحيفة USA Today، فعند التدقيق في هذه الأخبار، نجد أن هناك تضاربًا واضحًا في تصريحات الشركة حيث تقول الإدارة: إنها تعمل على تطوير تقنية لتتبع المحتويات الإرهابية، بينما ذكرت العام الماضي أن لديها بالفعل تقنية الذكاء الاصطناعي التي تجعلها قادرة على إزالة 99% من المحتويات الإرهابية.

ومما سبق، نخلص إلى أنه إذا كانت إدارة فيسبوك لديها القدرة على إزالة 2.5 مليون محتوى كراهية، وكانت قادرة على جمع البيانات ومراقبة المجموعات المغلقة والمفتوحة وتعقبها، فما الذي يمنعها من حظر جميع الحسابات والصفحات والمجموعات دون أن تبقي أيًّا منها؟

 ولماذا تتذرع إدارة فيسبوك بحاجتها إلى موظفين متخصصين، ولماذا تسعى لتعقيد الأمور رغم بساطة الحلول وسهولة تنفيذها؛ إذ إنها أعلنت صراحة العام الماضي أنها لديها الإمكانية في القضاء على هذا الأمر؟ ربما تطرح مثل هذه الدراسات تساؤلات حول مدى جدية مثل هذه المواقع، في مكافحة كل صور التعصب والكراهية أو صور التطرف، فكل سلوك عداوني هو سلوك مرفوض، ولا بد للمنصات الإلكترونية كافة من بذل ما في وسعها لمنع هذه السلوكيات.

وحدة الرصد باللغة الإنجليزية