اللاجئون

 

28 مارس, 2025

مظاهر من احتفاء المسلمين بشهر رمضان في الولايات المتحدة وبريطانيا

عرفت البشرية الصيام عبادةً من قديم الزمان، وهو موجود في مختلف الديانات والثقافات، لكنه في الإسلام يأخذ بُعدًا خاصًّا يجمع بين العبادة الروحية والانضباط الجسدي. حيث يتميز شهر رمضان بأجوائه الروحانية التي تملأ قلوب المسلمين بالطمأنينة والإيمان. فهو شهر الصيام والعبادة والتقرب إلى الله، تُضاعف فيه الحسنات، وتُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار. وليس الصيام مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل إن له أبعادًا روحية واجتماعية وأخلاقية تهدف إلى تزكية النفس وتربيتها على التقوى.

ولهذا يحتفل المسلمون من بقاع العالم كافة ببداية شهر رمضان الكريم، ويختلف نمط الاحتفال من بلد لبلد ومن مجتمع لآخر، لكن القاسم المشترك بينها جميعًا يتمثل في السعي إلى أداء الطاعات وإعلاء روح الأخوة وبذل المزيد من الجهود في العمل الخيري. ويُستقبل رمضان باحتفالات في المراكز الإسلامية، حيث تُقام صلاة القيام أو التراويح وتُوزع وجبات الإفطار على المحتاجين. وتُنظم فعاليات ثقافية ودينية، مثل المحاضرات والندوات الإسلامية، ويُكثر المسلمون من قراءة القرآن الكريم. وفي هذه المقالة نجوب حول العالم محاولين التماس أنماط استقبال المسلمين حول العالم لهذا الشهر الفضيل واحتفائهم به:

نبدأ جولتنا بمدينة مينيابوليس بولاية مينسيوتا في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تضم واحدة من أكبر التجمعات المسلمة والتي يصل تعدادها إلى 120 ألف مواطن أمريكي. وبمناسبة بداية شهر رمضان، يجتمع مسلمو المدينة داخل مركز التوفيق الإسلامي من أجل إحياء أولى ليالي الشهر الفضيل بصلاة القيام. ويؤكد إمام المركز "ناصر حمزة" أن أحد أهم ملامح شهر رمضان هو المشاركة مع المجتمع، ومشاركة الطعام، والاجتهاد في العبادة والاهتمام بجمع الأموال للعائلات المحتاجة.

كما شهدت مدينة بريدج فيو إقامة أول صلاة تراويح لشهر رمضان الكريم بمسجد المدينة والتي حضرها مئات المسلمين من أنحاء المدينة كافة.

أما في كندا، فقد قررت مؤسسة مانيتوبا الإسلامية الاحتفال ببداية شهر رمضان بإطلاق برنامج تواصل تفاعلي بدأ مساء أول يوم في رمضان؛ حيث فُتحت أبواب المؤسسة للمشاركة في الإفطار ومعرفة المزيد عن رمضان. كما استضافت قلعة وندسور البريطانية لأول مرة منذ إنشائها منذ 1000 عام إفطارًا مفتوحًا اجتمع فيه أكثر من 350 شخصًا داخل قاعة سانت جورج للإفطار.

ونظمت الفاعلية جمعية "مشروع خيمة رمضان" الخيرية التي يقع مقرها في مدينة "لندن"، وصرح مدير عمليات الزائرين بقلعة وندسور "سيمون مابلز" أن الملك يحرص منذ سنوات على " دعم التنوع الديني ويُشجع الحوار بين الأديان".

كما عادت فاعلية رمضان الشهيرة إلى مدينة "بلاك بيرن" البريطانية هذا العام بعد النجاح الكبير الذي حققته في عام 2024م. حيث نُظمت فاعلية "الإفطار الكبير" هذا العام داخل فندق "ستانلي هاوس" ، ونظمها مشروع خيم رمضان. وتُعقد الفاعلية بداية من الساعة 5.30 وحتى 7.30 مساءً، وتخصص أرباح التذاكر المباعة للأعمال الخيرية.

وإضافة إلى ذلك، دعا مركز رعاية الأطفال "دريان هاوس" العائلات والعاملين وأبناء جميع الأديان والعقائد للاجتماع من أجل أداء صلاة العشاء والإفطار بالمركز الذي يقع في "شورلي" بالمملكة المتحدة.

كما قامت شركة "ترانس بيناين إكسبريس" TransPennine Expess ) ) البريطانية المعنية بتقديم خدمات الطعام والشراب بقطارات الدرجة الأولى، منذ بداية مارس 2025م وهو الذي يتزامن من بداية شهر رمضان المبارك، واعتمدت برنامجًا يتضمن تقديم وجبة إفطار خفيفة دون مقابل للصائمين المسافرين على رحلاتها بالتزامن مع وقت المغرب، وهي عبارة عن بضع تمرات ومشروب. وبحسب موقع الشركة، رغم بساطة المبادرة إلا أنها ذات معنى كبير بالنظر لتوقيتها، ونوعيتها، والفئة المستهدفة بها، فيما يعد لفتة مهمة من الشركة نحو عملائها المسافرين في أثناء أداء فريضة الصيام.

تعكس هذه الجولة السريعة حول العالم تنوع استقبال المسلمين لرمضان، مع الحفاظ على الروحانية والقيم الإسلامية المشتركة والتي يتم من خلالها تعزيز روح التضامن والتعايش بين المسلمين وغير المسلمين، ما يجعل رمضان فرصة للتقارب الثقافي والديني.

وفي الختام، نؤكد أن هذا الموسم المبارك فرصة رائعة لتحقيق التواصل بين المسلمين الذين يعيشون في الدول غير الإسلامية، ولربط الأجيال الجديدة بشعائر الإسلام وتقريبه إليهم وغرس قيمه وفضائله في قلوبهم، كما يعد فرصة سانحة للتواصل بين المسلمين وغيرهم بهدف تعريفهم بالإسلام الصحيح وقيمه ومقاصده، ويساعد أيضًا على اندماج المسلمين في مجتمعاتهم الجديدة بما ييسر حياتهم. وأخيرًا نؤكد أنه على كل مسلم أن يحرص على استغلال هذا الشهر المبارك في القيام بأفضل الأعمال، ليخرج منه بروح نقية وقلب مطمئن.

وحدة رصد اللغة الإنجليزية