هناك من الآراءِ الشاذة التي لا يُلتَفَتُ إليها أنَّ الكفرَ يُبيحُ القتالَ، وأنَّ على المسلمين أنْ يُقاتلوا غيرَهم ليَدخُلوا الإسلامَ أو يَبقُوا على أديانِهم مع دفعِ الجزيةِ، ومما يدلّ على شذوذها تعارضها مع الآيات القرآنية والسيرة النبوية، وإلا...

إن أول ما نزل من القرآن في الإذن بالقتال هو قول الله تعالى: "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير * الذين أُخرِجوا من ديارهم بغير حقٍّ إلا أن يقولوا ربُّنا اللهُ ولولا دفعُ اللهِ الناسَ بعضهم ببعض لهُدِّمت صوامعُ وبيعٌ...

"أُذِنَ للذين يُقاتَلون بأنَّهم ظُلِموا وأنَّ اللهَ على نصْرِهم لقديرٌ" تُقرِّرُ الآيةُ أنَّ المسلمين لم يبدأواْ الكفارَ بالقتال بل العكسُ هو الصحيحُ وأنَّ الإذنَ للمسلمين جاء لردِّ الاعتداءِ والقتالِ الواقعِ عليهم بالفعلِ وهذا ما يدلُّ...

لو فاجأ العدو بلدًا مسلما ودخله واحتاج الجيش مساعدة الأفراد فهنا يجب على كل مسلم أن يقاوم العدو بكل ما يملك من نفس أو مال أو غيرهما وهذا أمر منطقي لا يماري فيه أحدٌ.

الجهاد بالنفس – أي القتال- فرض غير متعين على كل مسلم، بمعنى أن جيش الدولة ينوب عن أفراد المسلمين في تحمل هذه الفريضة بحيث تسقط مطالبة باقي الأفراد بها ولا يسألون عنها أمام الله تعالى يوم القيامة.