الإسلاموفوبيا

 

25 مايو, 2025

إيلون ماسك ومنصته إكس وتضخيم الإسلاموفوبيا في المملكة المتحدة

"عصابات الاستغلال الجنسي للفتيات" نموذجًا

نشر مركز دراسة الكراهية المنظمة (CSOH)(·) تقريرًا تناول فيه الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في تضخيم ظواهر مثل: الإسلاموفوبيا، والعنصرية في المملكة المتحدة، وذلك من خلال دراسة حالة "عصابات الاستغلال الجنسي للفتيات" التي أثار مالك منصة إكس (X) إيلون ماسك جدلًا حولها في بداية يناير 2025م، عندما اتهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالتستر عليها.

تشير "عصابات الاستغلال الجنسي للفتيات" إلى جماعات من الرجال -عادةً ما يكونون مسلمين ومن أصول باكستانية- يشكلون غالبًا شبكات تعمل بشكل منهجي على استدراج الفتيات البيض - معظمهن في سن المراهقة - واستغلالهن، والاعتداء الجنسي عليهن.

وعلى الرغم من أن مثل هذه الجرائم ينفذها جناة من خلفيات عرقية متنوعة، فإن التركيز الإعلامي والسياسي في بريطانيا توجه بشكل غير متناسب إلى الرجال المسلمين من أصول باكستانية بريطانية، إلى جانب آخرين من جنوب آسيا ومن المهاجرين، ما أدى إلى تأجيج التوترات العرقية والدينية في البلاد، وزيادة الروايات العدائية المناهضة للمسلمين ومَن على شاكلتهم في المملكة المتحدة.

وقد أدت منشورات ماسك في يناير 2025م إلى زيادة فورية في خطاب الإسلاموفوبيا، وحوادث الاستهداف الشخصي للمسلمين والأشخاص من جنوب آسيا في المملكة المتحدة.

  • الملخص التنفيذي للتقرير

لقد تسبب الجدل الدائر حول "عصابات الاستغلال الجنسي للفتيات" عام 2025م في المملكة المتحدة بعد اتهام مسلم باكستاني بالاعتداء الجنسي على نساء وفتيات بيض، في تضخيم سرديات الإسلاموفوبيا والعنصرية في أنحاء البلاد. وقد اعتمد هذا التضخيم لظاهرة الإسلاموفوبيا على عاملَيْن أساسيَّيْن:

1) الصور النمطية المسيئة للمسلمين، لا سيما الرجال منهم، في المملكة المتحدة، وهي متجذرة تاريخيًّا، ولا أساس لها.

 2) منصة التواصل الاجتماعي أكس (تويتر سابقًا)، وبشكل خاص، الدور المحوري الذي يلعبه إيلون ماسك في مشاركة وإبراز هذه الأفكار عبر منصته إكس؛ علاوة على العديد من الجهات الفاعلة الرئيسة على مستوى العالم والتي يتناولها التقرير بالتفصيل.

ويناقش هذا التقرير الدور الذي يلعبه ماسك، وكذلك مركزية منصة إكس بالنسبة لهذا الدور، بجانب الجهات الفاعلة الرئيسة على المنصة، وتداعيات سردية "عصابات الاستغلال الجنسي للفتيات" على ظاهرة الإسلاموفوبيا، وأثر ذلك في تماسك المجتمع بشكل أوسع في المملكة المتحدة.

ومما ذكره التقرير أن هناك جهات فاعلة رقمية قوية تستغل الجدل الدائر حول "عصابات الاستغلال الجنسي للفتيات" لتُعيد صياغة السردية الدائرة حوله، وتشكيلها على نحو فعَّال، ثم تستخدم منصاتها في إعادة توجيه اهتمام الناس بنظريات المؤامرة العنصرية، ولفت انتباههم إليها. ومن بين هذه المنصات، منصة إكس التي يديرها إيلون ماسك، والتي سمحت بانتشار الخطاب العنصري، بل ومكَّنت له، ثم استخدمته سلاحًا استهدفت به المسلمين، والباكستانيين البريطانيين، والمهاجرين وغيرهم، ناهيك عن شرعنة الخطاب المتطرف تحت ستار "حرية التعبير".

وتتمحور النقاشات الخاصة "بعصابات الاستغلال الجنسي للفتيات " عبر الإنترنت حول 3 موضوعات جوهرية؛ الأول: تحميل الرجال المسلمين المسؤولية على نحو عنصري أو عرقي، والثاني: الادعاء بوجود تستُّر مؤسسي على تلك العصابات، ثالثًا: مهاجمة التعددية الثقافية في بريطانيا.

فأما الموضوع الأول وهو تحميل الرجال المسلمين (لا سيما البريطانيين من أصول باكستانية) -المسؤوليةَ، وإلقاء اللوم عليهم، فيعتمد على قوالب عنصرية واستشراقية راسخة لتصدير صورة ما بأن المسلمين متورطون في العنف الجنسي. وأما الموضوع الثاني وهو خرافة التستر المؤسسي؛ فتقوم على الزعم بأن السلطات –بما في ذلك حزب العمال، والسلطة القضائية والإعلام– تتعمد إخفاء الجرائم لحماية مجتمعات الأقلية أو الحفاظ على امتياز سياسي ما، وأما الموضوع الثالث؛ فهو نتيجة للموضوع الأول والثاني؛ حيث يتم الترويج بأن التعددية الثقافية، وما يسمى "بالصوابية السياسية"، هي القنوات الموصلة لتلك الجرائم، وأن التنوع في حد ذاته يشكل تهديدًا للمجتمعات.

النتائج الأساسية التي تم استخلاصها من التقرير

  • وثَّق مركز دراسة الكراهية المنظمة (CSOH) عدد 1365 منشورًا على منصة إكس (تويتر سابقًا) مرتبطًا بالنقاشات الدائرة حول "عصابات الاستغلال الجنسي للفتيات"، وحول ظاهرة الرهاب العنصري على نطاق أوسع في المملكة المتحدة، وقام بتحليل تلك المنشورات، وحساب إجمالي التفاعلات على هذه المنشورات بالنظر إلى أعداد المشاهدات، وحالات الإعجاب، وإعادة النشر، والردود، والإشارات المرجعية.
  • من هذه المنشورات البالغ عددها 1365 منشورًا، هناك 157 منشورًا نُشر في المدة من 1 يناير إلى 31 ديسمبر 2024م، بينما نُشر الباقي وعددها 1208 منشور خلال مدة احتدام النقاش من 1 إلى 30 يناير 2025م.
  • حصلت مجموعة البيانات على 1.51 مليار مشاهدة، و11.50 مليون إعجاب، و3.17 مليون إعادة نشر، و625.18 ألف رد، و347.04 ألف إشارة مرجعية بإجمالي تفاعلات 1.53 مليار.
  • حصل 51 منشورًا نشرها إيلون ماسك على منصة إكس بخصوص "عصابة الاستغلال الجنسي للفتيات" على إجمالي تفاعلات بلغت 1.2 مليار.
  • هيمنت المنشورات المتسمة بالعنصرية والإسلاموفوبيا، والتي تنشر الكراهية ضد المسلمين والباكستانيين البريطانيين وغيرهم من الرجال من أصول جنوب آسيوية ومن المهاجرين، على النقاشات الدائرة؛ حيث بلغ عددها 650 منشورًا من 1208 (53.81%) على منصة أكس في يناير 2025م.

 

  • 578 منشورًا (47.85%) ادعى فيها أصحابها أن السلطات تعمدت التستر على جرائم تفاديًا لثورة الجمهور وحمايةً لقاعدة الناخبين الخاصة بحزب العمال. ومن هذا المنشورات التي زعمت التستر المؤسسي على الجرائم، 45.5% ألقت باللوم على حزب العمال، و13.5% ألقت باللوم على السلطة القضائية و9.6% ألقت باللوم على الإعلام.
  • نسبة بسيطة من المنشورات –123 منشورًا (10.18%)– ذكرت أن التنوع والسياسات التقدمية الداعمة للتعددية الثقافية تسهم في حدوث الجريمة والانحدار المجتمعي.

ومن جانبه، يرى مرصد الأزهر الشريف أن الجدل يتزايد حول دور إيلون ماسك ومنصته "إكس" (تويتر سابقًا) في تضخيم خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا في المملكة المتحدة، خاصةً في أعقاب أحداث العنف الأخيرة التي استهدفت الجاليات المسلمة؛ إذ تأججت الاضطرابات في بعض المدن البريطانية بعد نشر نشطاء من اليمين على وسائل التواصل الاجتماعي معلومات مضللة عقب حادث طعن جرى خلال حفل رقص، تسبَّب بمقتل 3 فتيات تتراوح أعمارهن بين 6 و9 سنوات في يوليو الماضي بـ"ساوثبورت"، هذه الحادثة استغلها اليمين المتطرف؛ بهدف نشر شائعات ومعلومات زائفة، زاعمين أن المشتبه به مسلم وصل مؤخرًا إلى المملكة المتحدة لطلب اللجوء، وعلى الرغم من كشف الشرطة عن هوية المشتبه به وتأكيدها أنه بريطاني غير مسلم، فإن أعمال الشغب لم تتوقف.

كما يؤكد المرصد أن ماسك ومنصته أصبحا أداةً لليمين المتطرف في المملكة المتحدة، سواء عبر السياسات التقنية (كالتساهل مع المحتوى التحريضي) أو المواقف الشخصية، بينما تتصاعد الضغوط القانونية والاجتماعية لمساءلته، ويبقى تأثيره على المشهد السياسي البريطاني مصدر قلق كبير، خاصةً مع استمرار تصاعد الإسلاموفوبيا.

وحدة الرصد باللغة الإنجليزية

 

 

 

 

(·) مركز دراسة الكراهية المنظمة (CSOH): مركز أبحاث غير حزبي وغير هادف للربح مقره في واشنطن العاصمة متخصص في إجراء الأبحاث المرتبطة بمكافحة الكراهية والعنف والتطرف والتضليل المعلوماتي للاسترشاد بها عند صياغة السياسات في هذا الصدد.