مأساة مسلمى الروهينجا

 

حكم ترويع الآمنين والمدنيين

حكم ترويع الآمنين والمدنيين

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وبعد :

فإن الإسلام قد حرّم الاعتداء على المدنيين والآمنين بالسب أو بالضرب أو بالقتل أو بأيِّ نوعٍ من أنواع الإيذاء والترويع؛ ففي حديثِ مسلمٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أشار إلى أخيه بحديدةٍ؛ فإن الملائكة تلعنه حتى يَدَعَه وإن كان أخاه لأبيه وأمه)).

قال الإمام النوويّ رحمه الله: (في الحديث تأكيدٌ على حُرْمة المسلم، والنهي الشديد عن ترويعه وتخويفه والتعرُّض له بما قد يؤذيه، وقوله صلى الله عليه وسلم: (وإن كان أخاه لأبيه وأمه) مبالغةٌ في إيضاح عموم النهي في كلِّ أحدٍ، سواء مَن يُتَّهَم فيه ومن لا يتهم، وسواء كان هذا هزلًا ولعبًا أم لا؛ لأن ترويع المسلم حرام بكل حال، ولأنه قد يسبقه السلاح). وفي سنن أبي داودَ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَحِلّ لمسلم أن يُرَوِّعَ مسلمًا)).

هذا في مجرد الإشارة والترويع، فما بالنا بمَن يقتل أخاه ويسفك دمه ويهتك حرمته ويفزعه في بيته؛ إن الذي يفعل هذه الأفعال يحارب الله ورسوله ويفسد في الأرض ويستحق عقاب البغاة في الدنيا والعذاب في الآخرة، {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [المائدة:33]

وفي خطبة الوداع؛ يؤكّد رسولنا صلى الله عليه وسلم الحرماتِ؛ ليحفظَ على الناس استقرارَهم وأمنهم، فقال - كما أخرج البخاري في صحيحه -: ((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرامٌ عليكم كحُرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألَا هل بلّغت)). ومَن يحمل علينا السلاح بقصد التخويف أو القتل أو إدخال الرعب علينا فليس متّبِعًا لطريقتنا أو سنتنا، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فعن عبد الله بن عمرَ رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حمل علينا السلاح فليس منا». متفق عليه.

لذلك ينبغي علينا أن نبتعد عن كل أشكال العنف والتطرف والترويع والتخويف وأن نَنْبِذَ كلَّ مَن يمارس هذه الأفعال التي نهى عنها الشرعُ الحنيف، ونضربَ على يده بيدٍ من حديد؛ حتى نُطَهِّرَ مجتمعنا من كلِّ فاسد وباغٍ، واللهُ مِن وراء القصد، وهو يهدي السبيل.

مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية

#الفتاوى _الإلكترونية

الموضوع السابق حُرْمة الاعتداء على دُور العبادة ومَن فيها
الموضوع التالي فضيلة الإمام الأكبر.. يكتب: يوم مولده.. ذكرى ميلاد أمة
طباعة
6164

أخبار متعلقة