منذ ألف وتسع وأربَعَمِائةِ عام هجرى، ظهر إلى الوجود نور أضاء العالم كله شرقاً وغرباً، ولايزال يضيئه، وسيظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؛ ذلكم هو نور سَيِّد النَّاس محمدٍ صلى الله عليه وسلم، الذى أشرق على البشرية جمعاء، وكان مولده رحمة للعالمين، وبركةً على الإنسانية كلها، جاءها هادياً ومنقذاً، بعد أن أشرفت على الزوال، وبعد أن بدا واضحاً أن الجنس البشرى كله أوشك على العـودة إلى حالة من الهمجية، أصبحت معها كل قبيلة وكل طائفة عدواً لجارتها، لا يعرفون لهم نظاماً ولا يتبينون لهم قانوناً.