لقد أحسن صنعًا الأزهر الشريف حينما عقد مؤتمره العالمى للسلام، هذا المؤتمر الذى ذاع صيته فى كل أرجاء الدنيا وجمع كل أو معظم الشخصيات الدينية المهمة فى العالم الذين ينتمون للديانات السماوية بمختلِف مذاهبها وطوائفها، علاوةً على مفكرى ومنظّرى المعتقدات الفكرية الوضعية، فكانت جلسات المؤتمر معبرة عن جميع الأطياف التى تنتمى إليها الإنسانية جمعاء والتى تهدف إلى البحث عن السلام والبعد عن الكراهية والخصام، وقد أعد الأزهر الشريف طَوال الأشهر الماضية لهذا المؤتمر إعدادًا جيدًا كان من نتاجه هذه الصورة المشرفة لمؤتمر عالمى يحمل اسم الأزهر الشريف، وكان ختام المؤتمر فى اليوم التالى ختامًا مدويًا، حيث حضره بابا الفاتيكان وألقى فيه كلمته التى نقلتها كل وسائل الإعلام المختلفة بجميع لغات العالم؛ لذا يمكننا القول: إن الأزهر الشريف رغم ما يلاقيه من عنتٍ وتطاوُل من أناس لا يقدرون الأزهر حق قدره، ثابتٌ راسخ أشمّ، أمّا هؤلاء فإنهم لم يفهموا قول شوقى الذى مدح الأزهر بأبيات فى غاية القوة والرصانة، نكتفى منها ببيت واحد ينطبق على ما حققه الأزهر من نجاحات دولية وعالمية بعقده هذا المؤتمر حيث قال شوقى:
قم فى فم الدنيا وحىِّ الأزهرا وانثر على سمع الزمان الجوهرا.
حقًّا لقد حيّت الدنيا كلها فى الأيام القليلة الماضية الأزهر الشريف وشيخه الجليل؛ لما قام به من إعداد وجهد فى نجاح هذا المؤتمر، والذى من الممكن أن نحصر جانبًا من ثماره فى النقاط التالية: