عقد ملتقى "الأزهر للقضايا المعاصرة" بالجامع الأزهر الشريف، ندوته الأسبوعية اليوم الثلاثاء، تحت عنوان: "الفتنة وخطورتها على الاستقرار المجتمعي"، بحضور: أ.د/ محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر، وأ.د/ جميل تعيلب، الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وأدار الملتقى الإعلامي/ سعد المطعني.
وخلال اللقاء، قال الدكتور/ محمد عبد المالك: إن الفتنة هذه الأيام أطلَّت برأسها، وتنوعت مصادرها، وتعددت أشكالها بفعل التكنولوجيا الحديثة من خلال وسائل وشبكات التواصل. ومن هنا؛ رأينا فتنًا كثيرة أثَّرت في حاضر الناس، ورأينا التضليل والكذب والزور ينتشر في أوساط كثيرة، موضحًا أن الفتنة معناها: الابتلاء والاختبار، فيقال: فتنت الذهب؛ أي: ابتليته واختبرته، وأدخلته النار حتى يسقط عنه عوالقه، ويصبح معدنًا نفيسًا لا شيء فيه. فالفتنة جاءت لابتلاء الناس؛ فيصبر المؤمن عند الشدائد، ويشكر عند النِّعَم.
وأوضح نائب رئيس جامعة الأزهر، مخاطر الفتن والوقوع فيها، وأن المؤمن كثيرًا ما يتعرض للاختبارات كما في قوله تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}، موصيًا المسلمين بتجنب الفتن، وأن يكونوا على يقظة حين وقوعها، وأن يقفوا على أسبابها، سواء كانت من الشبهات، أو الشهوات، أو غيرها.
من جانبه، أوضح الدكتور/ جميل تعيلب، أن القرآن الكريم حذَّر من الفتنة، وعلَّمنا كيف نتقي أسبابها، وبَيَّن أن المال والولد من أكبر أسباب الفتنة؛ فقال تعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ}، كما حَذَّرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- من الفتنة في أحاديث كثيرة، وكذلك الصحابة والتابعون؛ فكان الفاروق عمر رضي الله عنه حريصًا على التعرف على الفتنة وأسبابها من الصحابي الجليل أمين سِرِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حذيفة بن اليمان، الذي قال: “كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر؛ مخافة أن يدركني”.
وأضاف الدكتور "تعيلب" أننا إذا نظرنا إلى القاسم المشترك بين الفتن التي حدثت في الصدر الأول نجد خَلْفها اليهود، الذين لم يتركوا استقرارًا إلا وضربوه، محذرًا من الفتنة أيًّا كان شكلها وموقعها، سواء كانت فتنة في المال، أو الولد، أو النساء، وغيرها من أشكال الفتن، خاصة التي تهدد استقرار المجتمعات وأمنها.
جدير بالذكر، أن ملتقى "الأزهر للقضايا المعاصرة" يُعقد الثلاثاء من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات من الأستاذ الدكتور/ محمد الضويني، وكيل الأزهر، ويتناول في كل حلقة قضية تهم المجتمع والعالَمَيْن العربي والإسلامي.