24 يونيو, 2025

الجامع الأزهر يعقد ملتقاه الفكري حول "الهجرة والتحول الحضاري"

الجامع الأزهر يعقد ملتقاه الفكري حول "الهجرة والتحول الحضاري"

د/ عباس شومان: الهجرة انطلاقة حضارية.. لا فرار من الأذى

الهجرة كانت خطوة إستراتيجية لنقل الدعوة إلى بيئة أقدر على احتضانها

الهجرة لم تكن خيارًا سهلًا.. بل كانت قرارًا ربانيًّا مدروسًا

الدكتور شومان: الهجرة النبوية كانت حدثًا فارقًا في مسار الرسالة الإسلامية

 

     عقد الجامع الأزهر، اليوم الثلاثاء، ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة تحت عنوان: "الهجرة والتحول الحضاري"، بحضور: أ.د/ عباس شومان، أمين عام هيئة كبار العلماء، ورئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، والدكتور/ هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، وأدار اللقاء الأستاذ/ سعد المطعني، الإعلامي بإذاعة القرآن الكريم.

وخلال اللقاء، أكد الدكتور/ عباس شومان، أن الهجرة النبوية كانت حدثًا فارقًا في مسار الرسالة الإسلامية، فلم تكن فرارًا من الأذى كما يتصور البعض، بل كانت فرارًا إلى الله، وخطوة إستراتيجية لنقل الدعوة إلى بيئة أقدر على احتضانها.

وأوضح أمين عام هيئة كبار العلماء، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى ثلاثة عشر عامًا في مكة يدعو إلى الله، ويتحمل صنوف العذاب والاضطهاد، دون أن يترك موطنه؛ مما يؤكد أن الهجرة لم تكن خيارًا سهلًا ولا اندفاعًا عاطفيًّا، بل كانت قرارًا ربانيًّا مدروسًا بعد استنفاد وسائل التبليغ في مكة.

وبيَّن رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، أن من أبرز الدروس التي تقدمها الهجرة: الصبر والثبات على الأهداف، والوعي بضرورة تغيير الوسائل حين تتعذر النتائج، والبحث عن البيئة الأنسب لنشر الخير.

وأشار إلى أن الهجرة أسست لحضارة جديدة، بدأت بتشييد المسجد، ثم إنهاء الخصومات بين الأوس والخزرج، وعقد المعاهدات مع غير المسلمين، وآخى النبي بين المهاجرين والأنصار؛ فتوحدت الصفوف، ثم بدأ التشريع؛ لتقوم الدولة الإسلامية على قيم: العدل، والتكافل، والتعايش، والسلام.

من جانبه، أوضح الدكتور/ هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أن من ينظر إلى الهجرة نظرة سطحية قد يراها انتقالًا مكانيًّا فقط، لكن المتأمل في حقيقتها يكتشف أنها انطلاقة حضارية غيَّرت مجرى التاريخ، ومَثَّلت لحظة مفصلية في بناء أمة الإسلام.

وأكد مدير عام الجامع الأزهر، أن الهجرة جاءت لتؤسس حضارة إنسانية ذات مرجعية ربانية، تنطلق من عقيدة راسخة بأن للكون خالقًا حكيمًا، له مراد ومقصود، وأن العبادة ليست طقوسًا منعزلة، بل تشمل كل فعل وقول يرضي الله، وينعكس خيره على الإنسان والمجتمع.

وأوضح الدكتور “عودة” أن التشريعات الإسلامية التي نزلت بعد الهجرة نَظَّمت علاقة الإنسان بخالقه، وبذاته، وبالآخرين، على أسس من الرحمة والمساواة والبر، وهي الأسس ذاتها التي يحتاجها كل مجتمع يريد أن ينهض ويتحضر.

وأكد على أن التقدم الحضاري لا يتحقق إلا بالعلم النافع، وحماية الأسرة، والاعتماد على المال الحلال، والتمسك بالأخلاق والمعتقدات القويمة، وهي كلها ركائز أصَّلها النبي -صلى الله عليه وسلم- في سُنَّته، وأمر الأمَّة باتباعها.

وفي السياق ذاته، أوضح الأستاذ/ سعد المطعني، أن الهجرة ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل مصدر إلهام دائم، يُقدم نماذج حيَّة في الصبر، والتخطيط، والتغيير، والبناء، مطالبًا الشباب باستلهام هذه الدروس في التعامل مع واقعهم، وبناء مستقبلهم على هدي من النبوة، وتحت مظلة الحضارة الإسلامية الراسخة.
 

قراءة (14)/تعليقات (0)

كلمات دالة: