فى خطوة تعبر عن التزامه برسالته التنويرية وريادته المجتمعية، أعلن قطاع المعاهد الأزهرية عن تعاون مثمر مع الاتحاد العربى للشباب والبيئة، لتنفيذ مجموعة من المبادرات البيئية، ضمن إطار الاستراتيجية الوطنية للمناخ 2050، تأكيداً على دور الأزهر الفاعل فى دعم قضايا البيئة والتنمية المستدامة، استجابة لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بأهمية انخراط المؤسسات الدينية والتعليمية فى القضايا الوطنية المعاصرة، وفى مقدمتها التغيرات المناخية، وانسجاماً مع توجيهات فضيلة الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر الشريف، بدعم الدور البيئى والمجتمعى للأزهر فى ظل جهود الدولة المصرية للحفاظ على البيئة.
فى البداية، أكد الشيخ أيمن عبدالغنى، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، أن هذه الخطوة تمثل جزءاً من رؤية الأزهر فى إعداد أجيال واعية بقضايا البيئة، ومؤهلة للمشاركة الفاعلة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما أن زراعة الأشجار تضيف بعداً جمالياً رائعاً بل تسهم فى تحسين جودة الهواء، نجد أن هناك أبعاداً أخرى تتمثل فى تعزيز صمود النظم البيئية الحضرية، ونشر ثقافة «المدينة الخضراء» بين فئات المجتمع، بما يعكس رؤية عميقة لأهمية التشجير فى مواجهة التغيرات المناخية، وتماشياً مع سياسة الدولة فى التوسع فى زراعة المساحات الخضراء، مشيراً إلى أنه قد تم تنفيذ عدد من المشروعات البيئية فى منطقة القاهرة الأزهرية، ركزت على زراعة الأشجار المثمرة بعدد من المعاهد، وتغطية الملاعب والفناء بالنجيل الطبيعى، كما فى معهد البشير الإعدادى الثانوى بمنطقة الزاوية الحمراء، ومعهد مصر الجديدة (رياض أطفال / ابتدائى للغات)، كما سوف يتم تنظيم حملات توعوية لتعزيز الوعى البيئى لدى الطلاب، وتحفيزهم على تبنى سلوكيات يومية مستدامة وصديقة للبيئة.
من جانبه، ثمّن الدكتور ممدوح رشوان، الأمين العام للاتحاد العربى للشباب والبيئة، ورئيس جمعية «شباب مصر للتنمية والبيئة»، الدور الريادى للأزهر الشريف، وتأييد وتشجيع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب للمشروع، مؤكداً أن هذه الشراكة تمثل نموذجاً يحتذى به فى دمج العملية التعليمية بالممارسات البيئية الواقعية، مشيراً إلى أن جذور المبادرات البيئية اتجهت نحو المدارس والمعاهد الأزهرية والمكتبات، لتشكل معاً ملحمة حضارية نحو مستقبل أكثر استدامة وجمالاً، كخطوة أولى نحو تحويل المعاهد الأزهرية إلى أيقونات بيئية تنبض بالحياة، حيث يجسد المشروع نموذجاً متكاملاً لإعادة إحياء المساحات الجرداء والفارغة إلى مساحات خضراء تنبض بالحياة، عبر تشجيرها بأشجار «الجاكرندا» ذات الزهور الساحرة.
وأضاف «رشوان» أن غرس القيم البيئية يجب أن يبدأ من مراحل التعليم الأولى؛ لذا أطلقت الجمعية حملة تشجير جديدة برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تشمل عدداً من المعاهد الأزهرية، مبيناً أن فضيلة الإمام الطيب طالب بزراعة أشجار مثمرة فى المعاهد بجانب الأشجار المراد زراعتها، حيث بدأت المبادرة بزراعة الأشجار وتحويل الساحات الترابية إلى حدائق صغيرة، تبث فى التلاميذ روح الانتماء والحفاظ على البيئة، وجعل الجمال جزءاً لا يتجزأ من حياة الطلاب يومياً.
وأوضح الدكتور عصام القاضى، مدير عام الجودة ومسئول الملف البيئى بقطاع المعاهد الأزهرية، أن هذه المبادرة تمثل باكورة لسلسلة من المشروعات والفعاليات التى سوف يتم إطلاقها خلال العام الدراسى القادم، انطلاقاً من إيمان الأزهر بأن «البيئة أمانة، وحمايتها فريضة»، موجهاً شكره وتقديره إلى الجهات الداعمة، ممثلة فى الدكتور ممدوح رشوان، الأمين العام للاتحاد العربى للشباب والبيئة، ومنطقة القاهرة الأزهرية وقيادتها، والمسئولة عن متابعة الملف البيئى بالمنطقة حنان رمضان، والمعتصمة أحمد، منسق الأنشطة بجمعية شباب مصر للتنمية والبيئة، عن دورها فى مشروع «التكيف مع التغيرات المناخية القاهرة الخضراء»، الممول من برنامج مرفق البيئة العالمية (GEF) بالتعاون مع وزارة البيئة المصرية.
لطفى عطية