نبأ السقيفة
وإن عمر وأبا عبيدة لفى تداولهما، إذ جاءهما النبأ بأن الأنصار قد اجتمعوا فى سقيفة بنى ساعدة يريدون أن تكون الإمارة لهم، وهو أمل لا غرابة فيه فى ظل أحكام الإسلام وأصوله التى لم تفرق بين المسلمين لعصبية أو غيرها، وفى ظل أنهم نصروا الإسلام وكانوا للدعوة عونًا وجاهدوا فى الله حق جهاده، وربما من واقع أن المدينة مدينتهم وبلدهم، وهم زعماء لها من قديم، ولكن الأمر كانت له اعتبارات أخرى فى نظر المهاجرين، ومعظمهم من القرشيين، ولذلك فإن عمر بن الخطاب أسرع، بعدما رد به عليه أبوعبيدة، فأرسل إلى أبى بكر فى بيت عائشة ليخرج إليه. فلما رد أبوبكر بأنه مشتغل فى تجهيز الرسول، عاد عمر فأرسل إليه أن هناك أمرًا جللًا لا بد له من حضوره.