أخبار المركز


Sunday, July 14, 2024

خلال كلمتها في الجامعة الإسلامية الحكومية سونان جونونج.. مستشار شيخ الأزهر تؤكد: المرأة قلب الأمة و صلاحها سبيل لنهضة المجتمع

المرأة المسلمة منبع القوة و الابتكار في مجتمعاتنا

 القيادة النسائية ضرورة لتحقيق العدالة الاجتماعية

من خديجة بنت خويلد إلى اليوم المرأة تصنع التاريخ

 

     قالت أ.د ، نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، خلال كلمتها في الندوة التي عقدتها «الجامعة الإسلامية الحكومية سونان جونونج دماتي باندونج»، تحت عنوان «القيادة النسائية في الإسلام» إن ‏قضية المرأة لا تنفصل عن قضية الأمة العربية والإسلامية وما يتبعها من تحديات داخلية وخارجية، وأن المرأة اليوم باتت تحمل همًٌا كبيرًا مصدره القلق من ذلك التغريب الذي أصاب الأمة بشكل عام وأصاب في القلب منها المرأة، وإذا أصيب القلب وتدهورت حالته وساءت صحته ضعف الجسد وشارف على الموت، فلا مجال لإصلاح حال الأمة من دون إصلاح حال المرأة.

وأوضحت مستشار شيخ الأزهر، أن دور المرأة في الريادة الاجتماعية ليس مقتصرًا على المناصب العليا فقط، بل يمتد إلى بناء شبكات دعم وتضامن مجتمعية تؤدي إلى تعزيز التكامل الاجتماعي والتآزر بين الأفراد، فالمرأة بحكمتها وإدراكها العميق لاحتياجات المجتمع، تستطيع أن تكون جسرًا يربط بين مختلف الفئات والشرائح، مما يسهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي، مشيرًة أن إنشاء مجموعات دعم وتوجيه، ومنظمات مجتمع مدني بقيادة نسائية، يمكن أن يلعب دورًا حيويًا في معالجة القضايا المجتمعية مثل الفقر، والتعليم، والصحة النفسية، من خلال تبني مشروعات اجتماعية تستهدف تمكين الفئات الضعيفة والمهمشة، كما تسهم المرأة بشكل مباشر في تحسين جودة الحياة وتوفير بيئة اجتماعية أكثر احتواءً وإنسانية، وعندما تتحقق هذه الشبكات المجتمعية، يصبح المجتمع ككل أكثر قدرة على مواجهة التحديات والأزمات بشكل جماعي وفعّال.

وأكدت مستشار شيخ الأزهر، على أن التمكين الاقتصادي للمرأة هو عامل أساسي في تعزيز دورها في صنع القرار، فمن خلال توفير فرص متساوية للتعليم والتدريب المهني، ودعم ريادة الأعمال النسائية، يمكن للمرأة أن تصبح عنصراً فاعلاً في الاقتصاد الوطني، كما أن السياسات التي تشجع على إنشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة بقيادة نسائية، وتوفر التسهيلات المالية والتدريب اللازم، تسهم بشكل مباشر في تحسين مستوى المعيشة وتقليل الفجوة الاقتصادية بين الجنسين، علاوة على ذلك، عندما تكون المرأة قادرة على الوصول إلى الموارد المالية والتكنولوجية، فإنها تستطيع أن تدير أعمالها بفعالية، مما يؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة وتحفيز النمو الاقتصادي.

وشددت مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، على أن يكون للمرأة دور فعال في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة فمن خلال تعزيز الوعي البيئي بين النساء، ودعم المبادرات النسائية التي تهدف إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية، يمكننا تحقيق توازن بيئي يسهم في رفاهية المجتمع ككل، مؤكدة أن إدماج المرأة في السياسات البيئية، وتمكينها من قيادة المشاريع الخضراء، يعكس فهمًا عميقًا لقدرتها على تقديم حلول مبتكرة ومستدامة للمشكلات البيئية المعاصرة، على سبيل المثال، يمكن للمرأة أن تكون رائدة في مبادرات إعادة التدوير، والزراعة العضوية، واستخدام الطاقة المتجددة، مما يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية والحفاظ على التنوع البيولوجي، لافتةً إن إشراك المرأة في هذه القضايا البيئية يضمن أن تكون الحلول المقدمة شاملة ومستدامة، ويعزز من قدرتنا على تحقيق مستقبل بيئي أكثر استدامة للأجيال القادمة.

وبينت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر، أن المرأة بإصرارها وثباتها استطاعت كسر الكثير من الحواجز والتقاليد، فالقيادة النسائية ليست مجرد حق من حقوق المرأة فحسب، بل هي ضرورة لتحسين جودة الحياة وتعزيز العدالة الاجتماعية، مضيفةً أن المرأة في موقع القيادة تُضفي بُعدًا جديدًا إلى عملية اتخاذ القرار، بفضل رؤيتها الشاملة وقدرتها على الموازنة بين مختلف الأطراف والمصالح،فالقيادة النسائية تُظهر جوانب مختلفة من القوة، القوة العاطفية، والقوة العقلية، والقوة الروحية، فهي تجمع بين الحزم والرحمة، بين القوة واللين، بين  الرؤية والاستماع، فهي بهذه التوليفة الفريدة قادرة على إثبات نفسها في ميدان القيادة بكفاءة وفعالية، مع الحفاظ على روح التعاون والعمل الجماعي، وبطون التاريخ  ملئى بقيادات نسائية أبهرن العالم، وكن  عناصر فعالة وأساسية في قيادة مجتمعاتهن والتأثير فيها من بين هؤلاء النساء، السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها  زوجة النبي صلى الله عليه وسلم وأول من آمن برسالته، كانت خير سيدة أعمال في زمانها، وكانت هي المرأة الناجحة والمؤثرة في مجتمعها، كانت أكبر داعم لنبينا صلى الله عليه وسلم  في بداية الدعوة الإسلامية، وكانت عائشة بنت أبي بكر من أبرز الفقيهات والمحدثات في الإسلام، والتي لعبت دورًا رئيسًا في نقل العديد من الأحاديث النبوية وكانت مرجعًا هامًا في الفقه والتشريع، وكانت رابعة العدوية صوفية وشاعرة بارزة في البصرة، وقد عرفت بتصوفها العميق وحبها الخالص لله، وساهمت في تطوير الفكر الصوفي وتأكيد دور المرأة في الروحانية الإسلامية، وها هي فاطمة الفهرية التي أسست جامعة القرويين في فاس، بالمغرب، والتي تعتبر أقدم جامعة قائمة في العالم، والتي أسهمت في نشر العلم والمعرفة ورفعت من شأن التعليم في العالم الإسلامي.

حضر اللقاء أ.د. رَسِخَان أنوار، رئيس الجامعة، وأ.د. أحمد زين الحمد، مدير شؤون التعليم العالي الإسلامي بوزارة الشؤون الدينية، والدكتور عبد المتعالي، المستشار التربوي والثقافي بسفارة إندونيسيا، والدكتور رحمات أمينج لاسيم، مستشار شؤون الإعلام والاجتماع والثقافة بسفارة إندونيسيا، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس بالكليات المختلفة بالجامعة الإسلامية الحكومية.


Tags: