الإسلاموفوبيا

 

05 نوفمبر, 2017

بعض مظاهر الإسلاموفوبيا في إقليم قطلونية

تُعدّ الإسلاموفوبيا من أخطر الظواهر التي تُهدد اندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية، ويمتد هذا التأثير فلا يُفرّق بين مسلمين مهاجرين أو مولودين يقيمون في هذه البلدان وحاملين لجنسيتها، إنها قضية المدنية والمواطنة.
ورغم أن المسلمين مندمجين بصورة كبيرة في إسبانيا مقارنة بدول أوروبية أخرى، إلا أن بعض مظاهر التفرقة قد تطال الجميع.
وفي هذا الإطار نعرض لنموذجٍ من الشباب المسلم المقيمين في إقليم قطلونية، ممن وُلدوا ونشئوا فيه.
من بين هؤلاء الشباب، نذكر هنا الفتاة التي تُدعى: "راميا شاوي"، وكذلك الشاب "زاكارياس دريوتش"، وكلاهما وُلد في برشلونة ما بعد عام 1990، قررا أن يتجولا بين الناس، ويقوما بدحض الافتراءات التي تُثار عن المسلمين، موضّحين ذلك في فيديوهات يقومان بنشرها على موقع "يوتيوب"، وكذلك عَبْرَ القنوات التلفزيونية، يتحدثان خلالها عن تجاربهما الشخصية وحياتهما العادية التي تؤكد اندماجهم داخل المجتمع الإسباني، وترفض أي مظهر من مظاهر التمييز.
ورغم أنهما وُلدا في برشلونة ويقيمان بها، لكن مع ذلك يتم في بعض الأحيان معاملتهما بنوع من التمييز، على أساس الملبس والمظهر الخارجي.
وبالطبع هذا أمر مرفوض؛ فالمواطنة والتعايش يتعارضان تمامًا مع أي لون من ألوان التمييز.
وقد أوضح "زاكارياس"؛ أن التعامل بشيء من التمييز يُشعِر المسلمين بعدم الحماية في قطلونية، وأشار كذلك إلى أنه يشعر بالخوف داخل المجتمع الذي وُلد فيه؛ نظرًا لما يلاقيه من صعوبة في التعامل حال رغبته الاندماج مع شبابٍ آخَرين.
وذكرتْ "راميا"؛ أنها ذهبت لإحدى المقابلات الشخصية للعمل وهي مرتدية الحجاب، فسألوها خلال المقابلة عن إمكانية خلع الحجاب؛ بما يعني أن التركيز خلال تلك المقابلة كان المظهر الخارجي، دون الاهتمام بكفاءتها وقدرتها على تأدية واجبات عملها، وأكدت أنه لابد من تغيير هذا المنظور ومكافحة آثاره السلبية.
ولا شَكَّ أن مثل هذه المظاهر قد تؤدّي بشكلٍ أو بآخَرَ إلى فقدان الثقة وزعزعة الأمن الداخلي، لدى الشباب المسلم الذي يتعرض لمثل هذه المواقف.
إن هذه المواقف تُمثِّل إشارة إلى أهمية اضطلاع المؤسسات المدنية في قطلونية -والتي قامت خلال الأعوام القليلة الماضية بعقْد ندواتٍ، وإقامة وِرَش عمل لمناهضة الإسلاموفوبيا- بمواصلة تلك الفعاليات، التي من شأنها أن تحمل الوعي إلى كافّة أطياف المجتمع، وهي كفيلة -إلى قَدرٍ كبير- بالحَدّ من مظاهر هذه الظاهرة المقيتة.


رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.