الإسلاموفوبيا

 

06 أبريل, 2018

ثوبٌ جديدٌ للعنصرية.. خطاب حركة الهوية (2)

     تناولنا في المقال السابق اعتداء حركة الهوية على الأرض المُزمع بناء مسجد عليها في مدينة ريجنسبورج الألمانية بولاية بافاريا، كما تعرضنا لتاريخ نشأة هذه الحركة وأهم أفكارها ومبادئها، وفي هذا المقال نحاول إلقاء الضوء على خطاب هذه الحركة عبر المقاطع المصورة التي تروج بها هذه الحركة لنفسها على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً بعد أن ذكرنا اعتماد هذه الحركة على التغطية الإعلامية لتعويض النقص العددي في أعضائها.

حركة الهوية – مستقبل أوروبا: خطاب إلى السلطة

في مقطعٍ مصورٍ بعنوان "حركة الهوية – مستقبل أوروبا" تحاول حركة الهوية تقديم صورتها بوصفها منقذة لأوروبا من فقدان هويتها وتاريخها. يصور المقطع الذي يبلغ طوله دقيقتين واثنين وأربعين ثانية عددًا من أعضاء الحركة في لقطات مقربة من الوجه مصحوبةً بموسيقى آخذة في التصاعد لتصل إلى ذروتها المخيفة في نهاية المقطع.

Image

يتنوع المشاركين في المقطع المصور بين رجالٍ ونساءٍ، بين وجوه غاضبة وأخرى هادئة ينطق كل شخصٍ منهم بجملةٍ أو جملتين ثم ينتقل المشهد إلى شخصٍ آخر.
يقارن المتحدثون بين مواقف الحكومات الأوروبية عمومًا والألمانية خصوصًا وبين موقفهم الشخصي من عدة قضايا، منها مثلا التعددية الثقافية، فبينما تتبنى الحكومة الألمانية التعددية الثقافية في المجتمع، يرفضها المتحدثون في المقطع المصور ويساوون بين قبول التعددية الثقافية وبين القضاء على قيم أوروبا وتراثها.
ويحاول أحد المتحدثين تخويف الجمهور مما يسميه "موت أوروبا" وتهديد مستقبلها. ويحاول آخر التأكيد على الترابط الأوروبي الذي يستند إلى تاريخٍ وتراثٍ أوروبي مشترك يمتد عبر ألف عام، ويستمر المقطع في توجيه أصابع الاتهام إلى الحكومات، ولكن هذه المرة بسبب ما يزعم أنه منعٌ لحرية الرأي والتعبير. فيما يساوي متحدثٌ آخر بين التسامح والتنوع من جانب، وبين كراهية الذات وتدميرها من جانبٍ آخر. ويتهم أحد المتحدثين الحكومات بتفضيل الأجانب ورفض أبناء الوطن الأصليين وملء البلاد بالأجانب الذين لا يفهمهم أعضاء الحركة، وأن الحكومات بهذا تصنع شعبًا جديدًا وتعتبر الشعوب الأصلية أجانب.
يبدأ المتحدثون في المقطع بعد ذلك بعدة مطالبات موجهة للحكومات الأوروبية وهي إنهاء السياسات التي تقضي على الهوية الأوروبية، والمطالبة بإنهاء نظام التعليم الذي يؤسس للشعور بالذنب وكراهية الذات، والمطالبة بإنهاء اللياقة السياسية، ورفض قيم التعددية الثقافية.
وفي جزءٍ هامٍ من المقطع يقول أحد المتحدثين أن الحركة تسعى إلى الاسترداد، ويستخدم لذلك مصطلح Rückeroberung، وهو المصطلح الذي يطلق على الحروب التي خاضها المسيحيون في أوروبا لاسترداد إسبانيا من أيدي المسلمين.
يرفض المتحدثون في هذا المقطع المصور الاتحاد الأوروبي بصورته الحالية، كما يقولون إنهم يرفضون المشاركة في الحوار والخطاب الحالي، ويطالبون بما أسموه "اللغة الجديدة" ويزعمون أن السياسة الحالية تقضي على المستقبل، وللدفاع عنه يطالبون المستمعين بالانضمام إلى حركة الهوية.
على الرغم من قصر مدة هذا المقطع المصور، إلا إنه يطرح عدة أفكارٍ مركزة تمثل العمود الفقري لأيدولوجية هذه الحركة. ويمكننا أن نستشف أن هذا المقطع موجهٌ بشكلٍ كبيرٍ إلى الحكومات وليس إلى الشعوب، وهذا واضح من المطالبات التي يوجهونها ورفض السياسات التي تنتهجها هذه الحكومات. ولكن هذه الادعاءات والمطالبات تحمل في طياتها الأفكار العنصرية ذاتها التي طالما روج لها اليمين الأوروبي المتطرف. فتخويف الشعوب من الفناء والدمار على يد الأجانب ورفض التعددية الثقافية والعيش المشترك لا يمكن اعتباره إلا خطابًا عنصريًا. كما أن رفض المشاركة في الحوار المجتمعي والسعي لإنشاء لغةٍ جديدة كما يزعمون، لا يتفق مع أسس المجتمعات المعاصرة. فما اللغة الجديدة التي يسعون إليها غير الاعتداء على الملكيات الخاصة وتشويه الأديان بتعميم أفعال بعض معتنقيها على الدين ككل. وكذلك يتجاهل المتحدثون حقائق التاريخ البسيطة، فقد تخلل التاريخ الأوروبي المشترك سلاسل طويلة من الحروب لأسبابٍ دينية واقتصادية، تطاير لهيبها في القرن العشرين ليطول العالم كله في حربين عالميتين. ويأتي استخدامهم لمصطلح الاسترداد في هذا السياق مخيفًا، لما يحمله هذا المصطلح في طياته من تاريخٍ دموي لحروبٍ طويلة سقط فيها آلاف الضحايا، علاوةً على أن الواقع الحالي لا يمت بصلةٍ للماضي الذي ينتمي إليه هذا المصطلح.

Image

أما اتهام الحكومات بمنع حرية الرأي والتعبير ينبع من منعها للشعارات والعبارات المتطرفة التي تزرع الكراهية والحقد في نفوس الشعوب. وهذا الزعم ليس جديدًا على الإطلاق، إذ تبنته الحركات اليمينية المتطرفة على مدار تاريخها وصولًا إلى هتلر في عام 1928 قبل توليه السلطة كما نرى في هذه الملصق الإعلاني الذي استخدمه أعضاء الحزب النازي ليقولوا إنه من بين 2 مليار شخص على وجه الأرض هناك شخصٌ واحدٌ ممنوع من الكلام في بلده، وهو هتلر.

يتفق المتحدثون في هذا المقطع المصور في كثيرٍ من آرائهم مع الأحزاب اليمينية، مثل حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) الممثل في البرلمان الاتحادي الألماني بأربعةٍ وتسعين عضوًا، فمثلًا مطالبتهم بإلغاء نظام التعليم الذي يؤسس للشعور بالذنب وكراهية الذات يعني مطالبتهم بنسيان الجرائم الألمانية التي اُرتكبت في الحرب العالمية الثانية، وهو ما طالب به سياسيون من حزب البديل من أجل ألمانيا مثل (بيورن هوكه) الذي وصف النصب التذكاري لضحايا المحرقة النازية بأنه "نصب العار". كما قال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب (أليكساندر جاولاند) إنه يحق للألمان الفخر بإنجازات الجنود الألمان في الحربين العالميتين. كما سبق لشريكته في رئاسة الكتلة البرلمانية للحزب (أليس فايدل) أن قالت إن اللياقة السياسية تنتمي إلى مزبلة التاريخ. وقد سبق وذكرنا في المقال السابق العلاقة بين توماس تيلشنايدر (Hans-Thomas Tillschneider)، النائب عن الحزب في برلمان ولاية "ساكسونيا-أنهالت" وبين حركة الهوية.

Image

وعلى هذا نرى في هذا التحالف والاتفاق في الرأي نموذجًا لما حدث في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين في اليسار الألماني، الذي أسس لما أسماه بالمعارضة من خارج البرلمان (außer-parlamentarische Opposition) والتي انبثق منها عدة حركاتٍ يساريةٍ متطرفة انتهجت مسار العنف، منها جبهة الجيش الأحمر (Rote Armee Fraktion) المعروفة إعلاميًا بجماعة بادر-ماينهوف. فبينما يجلس أعضاء حزب البديل في مقاعدهم في البرلمان الاتحادي وبرلمانات الولايات، يمارس أعضاء حركة الهوية وغيرها من حركات اليمين المتطرف هذه الجرائم بحق المساجد والأجانب واللاجئين، وما قضية الخلية النازية السرية عنا ببعيد.

حركة الهوية في بافاريا تقدم نفسها لاستقطاب المواطنين

كما ذكرنا في المقال السابق تحاول حركة الهوية تعويض النقص في عدد أعضائها من خلال الظهور الإعلامي المكثف، لذا نجد أعضاء الحركة في ولاية بافاريا بجنوب ألمانيا ينشؤون صفحاتٍ مستقلةٍ على وسائل التواصل الاجتماعي عن صفحات الحركة الأم. وقد قاموا بعمل مقطعٍ مصورٍ بعنوان "حركة الهوية في بافاريا تقدم نفسها." إلا أننا نلحظ أن وجوه العديد من أعضاء الحركة في ولاية بافاريا قد سبق لها الظهور في المقطع المصور الذي تناولناه في بداية هذا المقال، بما يؤكد قلة أعداد أعضاء هذه الحركة.

يبدأ هذا المقطع المصور بمظاهرةٍ للحركة لا يمكن تبين أعداد المشاركين فيها وهم يهتفون للحرية وينددون بالتعددية الثقافية. وعقب ذلك تحاول الحركة تقديم نفسها كما لو كانت حزبًا عاديًا، حيث يظهر أعضاء الحركة جالسين إلى منضدة حوار يمسكون بأيديهم أوراقًا وينخرطون في النقاش. ثم يبدأ المتحدث في التعبير عن رفضه لمشروع الاستبدال الكبير، وهو مصطلح وضعه المفكر اليميني الفرنسي (رونو كامو)، أحد مفكري الجبهة الوطنية في فرنسا، 

Image
وهو يعني استبدال سكان البلاد الأصليين بالمهاجرين. يمضي المتحدث قدمًا ويقول إنه لا يحمل حجرًا مكان قلبه، دلالة على أن قلبه لا يخلو من العطف والرحمة والحب، ولكنه لا يحمل حجرًا مكان عقله دلالة على الوعي، ثم يقول إن الحركة تناهض أسباب الأزمة التي تعيشها أوروبا حاليًا وهي العولمة التي تستغل البشر لتحقيق الربح، وأن الحركة لم تعد تصدق الأكاذيب وأنها تهدف إلى كشف نفاق المؤسسة الرسمية التي تميل إلى اليسار وإلى "إجبار" الشعب على مواجهة الحقائق.
ينتقل المشهد من غرفة الاجتماعات إلى مشهدٍ في الطبيعة المفتوحة حيث يؤكد المتحدث على أن حب الذات هو وسيلة النجاح، ويندد بتصاعد التضييق على الحريات. ثم يوجه سهام نقده إلى التعليم بوصفه وسيلة الدولة لزرع أيدولوجية مغايرة للواقع في نفوس الأطفال، وكذلك إلى اللياقة السياسية.

يتحدث أحد المشاركين في المقطع المصور عن مصطلح الولادة الجديدة، وهو مصطلحٌ ارتبط باليمين المسيحي المتطرف في أمريكا، الذي يستخدمه في إطار تمسكه بالتراث الأوروبي. كما تظهر في المقطع المصور لافتة يقوم أعضاء الحركة بتصميمها لاستخدامها في إحدى فعاليات الحركة فيما يبدو وتظهر عليها عبارات أن لاجئي الحرب كذبة، وأن الاندماج كذبة، وأن استقدام الأيدي العاملة الخبيرة إلى أوروبا كذبة. ويساوي المتحدث في المقطع بين من يتركون أوطانهم بداعي الحروب وبين من يتركون أوطانهم جراء عدم إيفاء الحكومات الكاذبة بوعودها.

Image

يظهر أعضاء الحركة في المقطع وهم يمسكون بعلم الحركة ويركضون في الغابة، ثم يظهر بعض الأعضاء وهم يمارسون تدريباتٍ قتالية باشتباكهم مع بعضهم البعض بينما يتصاعد صوت الموسيقى وتصبح أكثر حدةٍ وإثارةٍ للخوف. وبعدها يظهر صليب في المقطع المصور وتظهر كلمة "التراث". وينتهي المقطع المصور بدعوةٍ للمشاهدين للانضمام إلى الحركة تقول: "دافعوا عن أنفسكم وكونوا مبدعين، دافعوا عن حركة الهوية.

يبدو واضحًا للقارئ أن هذا المقطع موجه بالمقام الأول إلى المواطنين وليس إلى السلطة كما في المقطع الأول في محاولة لاستقطابهم للانضمام إلى الحركة، إذا يحاول تقديم الحركة بوصفها حزبًا طبيعيًا من خلال صورة أعضاء الحركة في الاجتماعات، ولكن هذا يتناقض مع ما رأيناه في باقي المقطع من تدريباتٍ قتالية لأعضاء الحركة والركض في الغابات بأعلام الحركة، بما يذكرنا بالحركات الفاشية في مطلع القرن العشرين. يخلط المتحدث كل هذا مع الدعاية اليسارية ضد العولمة واستغلال البشر لتحقيق الأرباح، وتلك اليمينية التي يقتبسها من أفكار (رونو كامو)، مفكر الجبهة الوطنية الفرنسية، ليدع المشاهد في حقيقة الأمر حائرًا بين كل هذه التصورات المتباينة.

Image

يخاطب المتحدث في المقطع الجمهور مرةً أخرى بكلامه عن عدم تصديق الأكاذيب (وهو ما يذكرنا بهتاف حركة بيجيدا وحزب البديل من أجل ألمانيا عن الصحافة الكاذبة)، وتسعى الحركة لكشف ما تُطلق عليه "نفاق المؤسسة السياسية الرسمية" التي تميل إلى اليسار. وهذا يتنافى مع وجود حزبٍ ينتمي إلى يمين الوسط على رأس السلطة في ألمانيا منذ عام 2009. ويتحدث عن إجبار الشعب على مواجهة الحقائق، ولا ندري كيف يتفق الهتاف للحرية في تظاهرات الحركة مع إجبار الشعب كما يتحدث عنه أعضاء الحركة في هذا المقطع.
يتناول المقال أيضًا قضية اللاجئين وكونها لاجئي الحرب كذبة مفتعلة، وهو ما ينفيه العقل والواقع، ودليل واحد يكفي لهذا وهو أعداد الغرقى في البحر المتوسط من اللاجئين فهل هؤلاء أيضًا كذبة مفتعلة؟ ويساوي أعضاء الحركة بين من يترك أوطانه نتيجةً لوعود الحكومات الكاذبة - وهو ما يمكن تسميته بمشاكل العالم الأول – وبين من يترك وطنه بداعي الحرب والدمار. ففي أي عقلٍ يستوي هذا مع ذاك! وهو إذ يقول هذا يتجاهل دور الحكومات الأوروبية في تزويد أطراف الصراع بالأسلحة على مدار سنواتٍ وسنواتٍ بما شكل وقودًا للحرب المستعرة في الشرق الأوسط.
تتكرر في هذا المقطع عدة قضايا من المقطع السابق، مثل نقد التعليم والتضييق على الحريات، ولكنه يتحدث أيضًا في هذا المقال عن الدين المسيحي بوصفه تراثًا أوروبيًا. فهل ينص الدين المسيحي على حب الذات وكراهية الآخر؟ وهل يمكن استبعاد التأثير الإسلامي على الحضارة الأوروبية من ناحية العلوم الإنسانية والطبيعية؟ أليس من الأفضل الحديث عن تراثٍ إنساني مشترك يتشارك فيه جميع البشر على اختلاف ألوانهم وأديانهم؟
كما تظهر في المقطع المصور عدة عناصر نرى أنها كانت جزءًا من الدعاية النازية، مثل ربط الوطن بالطبيعة والجبال، ومظهر الشباب الذي يشارك في التدريبات القتالية والأعلام التي يركضون بها كما لو كانوا أعضاءً في الشبيبة الهتلرية. ترسخ هذه العناصر غير المنطوقة للأفكار اليمينية بخصوص الوطن وسكانه وتزرعها في عقلية المشاهد الذي قد لا يعيها. لذا نرى أن خطر هذه العناصر لا يقل عما يكتبه وينطق به أعضاء الحركة في هذه المقاطع المصورة.


حركة الهوية – فقاعة كبيرة أم خطرٌ حقيقي؟

قد يحتار القارئ بين ما ذكرناه عن قلة أعداد هذه الحركة وبين تحذيرنا من خطرها ومثيلاتها على المجتمع الألماني. والحقيقة أنه لا تناقض بين الأمرين، فإقرار حقيقة قلة أعداد هذه الحركة لا يتناقض مع خطر وجسامة أفكارها وأفعالها، خاصةً مع وجود عددٍ كبيرٍ من القضايا المتعلقة بالاعتداءات على اللاجئين ومقار إيوائهم دون معرفة فاعلها الحقيقي، وكذلك الهجمات الأخيرة على المساجد في ألمانيا.
ونحن لا نوجه أصابع الاتهام لأحد في هذا المقال ولا نقوم بدور المحقق فضلًا عن القاضي، لكننا ننبه إلى خطر هذه الأفكار العنصرية التي تحاول ارتداء ثوبٍ جديد لتقدم نفسها للشباب الأوروبي بعيدًا عن اليمين التقليدي، وذلك باستخدام أفكاره ومبادئه ذاتها في ثوبٍ جديد. وننبه أن لهذه الأفكار صدى في الواقع لا يمكن معرفة مداه وخطره، وأن الإرهاب والتطرف اليميني يسلك طريقًا سلكه من قبل الإرهاب والتطرف اليساري في ألمانيا في ستينات وسبعينات القرن العشرين وعانت منه ألمانيا والعالم معها الأمرين فيما عرف بأحداث "الخريف الألماني".
كما أن أسلوب تصوير عمليات هذه الحركة كما هو الحال في وضع الصلبان على موقع بناء مسجد ريجنسبورج يذكرنا بالمقاطع التي تنتجها التنظيمات الإسلامية المتطرفة؛ لذا نوجه النداء إلى الهيئات التي تعمل على الوقاية من التطرف إلى توجيه جهودها لهذه الجماعات وأمثالها كما تعمل على جانب التطرف الإسلامي في المجتمع الألماني.


وحدة الرصد باللغة الألمانية

 


رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.