الإسلاموفوبيا

 

09 فبراير, 2022

تطور ظاهرة الإسلاموفوبيا في إسبانيا خلال عام 2021

(2) .. (دور اليمين المتطرف في تغذية الإسلاموفوبيا وسبل مكافحته)

  • توطئة

استكمالًا لسلسلة التقارير الخاصة بتطور ظاهرة الإسلاموفوبيا في إسبانيا خلال عام 2021 والتي ‏تحدثنا في جزئها الأول عن أبرز الاعتداءات والانتهاكات وسبل مواجهتها مجتمعيًّا ومؤسسيًّا داخل ‏إسبانيا، نتناول الجزء الثاني من هذا التقرير والذي يسلط الضوء على دور اليمين المتطرف في ‏تغذية الإسلاموفوبيا وسبل مكافحتها‏ داخل إسبانيا خلال عام 2021، وأبرز توصيات مرصد الأزهر الخاصة بمكافحة تلك الظاهرة.

  • اليمين المتطرف ودوره في تغذية الإسلاموفوبيا

يلعب تيار اليمين المتطرف في أوروبا بوجه عام، وفي إسبانيا تحديدًا، دورًا بالغ الخطورة في تغذية الكراهية ضد المسلمين والمهاجرين. ولا يدخر اليمين المتطرف في إسبانيا وسعًا في إثارة العداء ضد المسلمين؛ من خلال استغلال الموروث التاريخي والثقافي، محاولًا تشويهه وتطويعه لصالح مآربه. ويبدو ذلك جليًّا في العديد من المواقف التي تُحرِّض على معاداة المسلمين. فعلى سبيل المثال، ووفقًا لما ورد في صحيفة "أوك دياريو" الإسبانية في 2 يناير 2021، لا يكف "حزب فوكس" اليميني المتطرف عن استخدام خطاب الكراهية ضد المسلمين كلما أُتيح له ذلك وفي كل مناسبة، خصوصًا في تلك الاحتفالات التي تقام سنويًّا في إسبانيا بمناسبة ذكرى "سقوط" غرناطة، وهي آخر معقل للمسلمين بالأندلس، في أيدي الملوك الكاثوليك. وقد مر على (سقوط) غرناطة، 529 عامًا ويتم الاحتفال بها في الثاني من يناير من كل عام. وما يلفت الانتباه أن اليمين المتطرف، خصوصًا "حزب فوكس"، أصبح يستغل هذه الذكرى السنوية في إثارة البلبلة والفتنة داخل المجتمع الإسباني؛ من خلال عبارات تحريضية ضد المسلمين، وإذكاء روح العنصرية التي باتت تلقى رواجًا كبيرًا بين فئة الشباب، حيث يحاول أن ينشر بينهم ويغرس فيهم أن القيم الإسلامية تتنافى مع القيم الأوروبية، وأن المهاجرين المسلمين في إسبانيا هدفهم السيطرة مرة أخرى على إسبانيا، وهذا بالطبع خطاب عار عن الصحة يهدف من ناحية إلى إثارة الكراهية ضد المسلمين هناك، ومن ناحية أخرى كسب أصوات جديدة في البرلمان الإسباني، وبالتالي تحقيق مكاسب على حساب المهاجرين الذين ما ذهبوا إلى هناك إلا لتحسين أوضاعهم الاقتصادية أو هربًا من ويلات الحروب والعنف والإرهاب في بلدانهم.

وفي السياق نفسه، لم يتردد حزب فوكس اليميني المتطرف نفسه عن مطالبة الحكومة الإسبانية بالاحتفال بالذكرى 450 لمعركة "ليبانتي" البحرية التي وقعت بين المسلمين بقيادة الدولة العثمانية والتحالف الأوروبي بقيادة إسبانيا، والتي انتهت بهزيمة القوات العثمانية، وهو يهدف من وراء ذلك لفت الانتباه إلى تفوق العنصر الأوروبي والتحريض على المسلمين أيضًا. ومن المعلوم أن إسبانيا لا تحتفل بهذه الذكرى، بل هي من ابتكارات هذا الحزب الذي يؤكد على أن تلك المعركة ساهمت في الحفاظ على العالم الغربي، وفقًا لما ذكرته صحيفة "الإسبانيول"، الإسبانية في 3 أكتوبر 2021. وذكرت الصحيفة أن الحزب يرغب في تعزيز مجموعة من المبادرات التي تروج للمعركة التي يعتبرونها انتصارًا قِيَميًّا في غاية الأهمية على المسلمين.

 

‏لم تكتف الأحزاب اليمينية المتطرفة في إسبانيا بما سبق، بل لا تمل ولا تكل من مطالبة الحكومة الإسبانية بوقف جميع أنواع المساعدات أو الإعانات للهيئات الإسلامية بوصف ذلك نوعًا من الإجراءات الاحترازية؛ لمنع تمويل الأنشطة الإرهابية، إضافة إلى اقتراحها سحب الجنسية من المحكوم عليهم، وفق ما ذكرته وكالة أنباء "أوروبا بريس" الإسبانية في 29 مارس 2021. وهي تحاول بث الدعايات المغرضة والأخبار الكاذبة والشائعات لكي تثير حفيظة المواطن الإسباني ضد المسلمين هناك، وهو ما نراه مترجمًا على أرض الواقع من بعض حالات الاعتداء على المحجبات أو دور العبادة، إلخ. وللتدليل على ذلك، تصريحات نائب رئيس العمل السياسي في "فوكس" "خورخي بوكساديه"، في مؤتمر صحفي - المتعلقة بالحاجة إلى منع الأموال الإسبانية من المساهمة في تمويل الأنشطة الإرهابية، ومطالبته بالتعليق الاحترازي لجميع الإعانات والمساعدات المالية التي قد تتلقاها الهيئات والمنظمات الإسلامية في إسبانيا، في محاولة متطرفة ومقيتة لربط الإرهاب بالإسلام.

ومن الناحية التعليمية، اعترض حزب "فوكس" على تدريس مادة للتربية الدينية الإسلامية في المدارس الإسبانية العامة، وذلك حينما سجل الحزب مجموعة من الأسئلة في البرلمان لمعرفة التفاصيل حول نية الحكومة تمديد الخطة التجريبية لتدريس مادة التربية الدينية في المدارس القطلونية، حيث يرى الحزب أن تزايد تدريس مادة التربية الدينية في المدارس القطلونية يعد خطأ كبيرًا، ولهذا السبب، طالب الحزب حكومة قطلونية بمعرفة مقدار الأموال التي ينفقها على ما أسماه "أسْلَمَة المدارس" العامة، وفقًا لصحيفة "إي نوتيثياس" الإسبانية في 6 سبتمبر 2021. لكن مرصد الأزهر يرى أن مادة التربية الدينية التي سيقوم بها متخصصون مؤهلون سيكون من شأنها تأمين أبناء المسلمين هناك وحمايتهم من أي انحراف أو فكر متطرف؛ لأنه سيدرس حقيقة الدين الإسلامي على أيدي متخصصين، ولن يتلقاه من أفواه أفراد الكتائب الإلكترونية للتنظيمات المتطرفة.

كما نشر حزب فوكس خلال حملته الانتخابية الإقليمية في قطلونية، في أواخر عام 2020، هاشتاج #أوقفوا الأسلمة، والذي أطلقه الحزب المتطرف ‏عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفقًا لما ورد في صحيفة "إل بايس" الإسبانية في 28 يناير 2021، ولا شك أن هذه الحملة يُراد بها تشويه للمسلمين وتحريض على ممارسة العنف ضدهم. ومن ‏بين المحتويات الإعلامية الأخرى التي روجها مسؤولو الحزب ما نشره مرشح حزب "فوكس" "إجناسيو جاريجا" عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث نشر مقطع فيديو خلط فيه بين ‏الأخبار المتعلقة ببناء مسجد أو تدريس مادة للتربية الإسلامية في المدارس العامة وبين الصور الخاصة بهجمات ‏برشلونة، التي وقعت في أغسطس 2017، مقدمًا بذلك الإسلام على أنه الإرهاب.‏ وهذا هو ما تعودنا عليه من اليمين المتطرف هناك من خلط الأوراق وتصدير صورة نمطية مخالفة للواقع تثير حفيظة المسلمين هناك وربما تساهم في انعزالهم وعدم اندماجهم في المجتمع؛ نظرًا لأن هذا الخطاب يجعلهم دائمًا في بؤرة الاتهام ويشعرهم أنهم منبوذون داخل مجتمع يؤدون فيه كل ما عليهم من واجبات.

  • سبل مواجهة اليمين المتطرف في إسبانيا

جدير بالذكر أن المجتمع الإسباني لم يقف مكتوف الأيدي أمام تفاقم ظاهرة الإسلاموفوبيا وتحريض اليمين المتطرف ضد المسلمين، والتي تُعد من أخطر الظواهر التي تُهدد اندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية، ‏حيث إنها لا تُفرِّق بين مسلمين مهاجرين أو ممن وُلدوا في هذه البلدان ويحملون جنسيتها.

  • التحذير من خطورة خطاب الكراهية لليمين المتطرف

 وفي هذا الشأن حذر رئيس الحكومة الإسبانية "بيدرو سانشيث" في خطاب له في تجمع حاشد في مدينة "خيتافي" الإسبانية في 25 أبريل 2021، من خطورة اليمين المتطرف متمثلًا في حزب "فوكس" والذي يعتبره من أبرز التهديدات التي تؤثر على التعايش السلمي والديمقراطية في المجتمع الإسباني، وذلك وفقًا لما ذكرته جريدة "لا بانجوارديا" الإسبانية في 26 أبريل 2021. وحذر "سانشيث" في خطابه من انتشار فكر اليمين المتطرف في إسبانيا، لا سميا في التجمعات واللقاءات التليفزيونية، مؤكدًا أنهم يظهرون في وسائل الإعلام لنشر سموم الكراهية.

ومن منظور ثقافي لتطور الأحزاب اليمينية المتطرفة وخطورتها على المجتمعات، أوضح الكاتب الإسباني "جييرمو فيرنانديث باثكيث"، الباحث في جامعة كومبلوتنسي والمتخصص في دراسة الحركات اليمنية المتطرفة الأوروبية في مقابلة لصحفية "إل كوريو جايجو" الإسبانية في 15 مارس 2021، أن الديمقراطية التي يدعو لها حزب "فوكس" اليميني المتطرف في إسبانيا ديمقراطية منقوصة ومحدودة. كما أكد "جييرمو" أن وجود الجماعات اليمينية المتطرفة يشكل خطرًا على عدد كبير من المجموعات الاجتماعية، مثل المسلمين والمهاجرين. وأن الأحزاب والتيارات اليمينية المتطرفة في إسبانيا قد شهدت تطورًا خطيرًا، وأنها لم تكن بالقدر ذاته منذ 3 سنوات.

  • الحث على التثبت من الأخبار المكذوبة والشائعات المغرضة

وعلى الصعيد الأوروبي أوضح "مانويل بينيدا مارين، عضو البرلمان الأوروبي، أنه بات من الضروري "القضاء على أية محاولات تهدف إلى كسر التعايش بين أبناء المجتمع". جاء ذلك خلال تصريحاته لصحيفة "إل فارو" الإسبانية في 12 يوليه 2021، والتي تحدث فيها عن صعود اليمين المتطرف في أوروبا. وأشار "بينيدا" إلى أن البرلمان الأوروبي يدق ناقوس الخطر بسبب صعود اليمين المتطرف من المستوى المحلي إلى المستوى القارِّي. كما طالب بضرورة الانتباه لتطورات اليمين المتطرف في أوروبا خاصة بعد أن أصبح في موقف مقلق للغاية وربما لا أحد يدرك مدى خطورته، مضيفًا أن اليمين المتطرف أصبح إحدى قوى الأغلبية البرلمانية في عدد من الدول الأوروبية. وشدد "بينيدا" على ضرورة تطبيق الحكومات مبدأ العدالة الاجتماعية والسعي إلى إيجاد حلول حقيقة للصعوبات التي تواجهة أفراد المجتمع، موضحًا أن اليمين المتطرف يستغل المشاعر ويؤججها أكثر من اهتمامه بالأمور السياسية، وأنه يتبنى خطابًا شعبويًّا يتعلق بالهوية لإقناع الآخرين بأن المسلمين جاءوا لتغيير ثقافة المجتمع، وطمس الهوية الأوروبية وفرض الشريعة، وخلق قصة كاذبة تمامًا مغايرة للحقيقة.

  • معاقبة مروجي خطابات الكراهية عبر الإنترنت وتتبعهم قضائيًّا

وفيما يخص مكافحة اليمين المتطرف قضائيًّا في إسبانيا، أصدر القسم الثالث بمحكمة الجنايات في بلدية الجزيرة الخضراء التابعة لمدينة قادش الإسبانية، في 5  مارس 2021، حكمًا يقضي بسجن مواطن، يبلغ من العمر 63 عامًا، لمدة عام ونصف وحرمانه من ممارسة حقوقه المدنية وتوقيع غرامة مالية عليه تُقدر بحوالي 5 ألاف يورو، وذلك بتهمة نشر عدد كبيرٍ من رسائل الكراهية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، والتي من شأنها التحريض على العنف ضد المهاجرين المسلمين، وفقًا لما نشرته صحيفة "إل إسبانيول" الإسبانية في 5 مارس 2021.

 

وفي السياق ذاته، وُجِهت اتهامات عدة لأعضاء حزب "فوكس" اليميني المتطرف في إسبانيا الحاليين والسابقين تتعلق بإثارة الكراهية والترويج للعنصرية، وفقًا لجريدة "بوبليكو" الإسبانية في 31 يناير 2021. ومن بين هذه الاتهامات المحادثات العنصرية لزعيم الحزب السابق في "أندلوثيا" ضد قادة التدريب في مجلس مدينة "سبتة"، ومحاولة الاعتداء على مركز للقصر غير المصحوبين من ذويهم في برشلونة، إلى جانب مجموعة أخرى من الاتهامات لعدد من أعضاء الحزب. ولا شك أن ارتكاب هذه الجرائم يؤكد تطرف هذا الحزب وخطورة أفكاره التي تخرب المجتمع وتهدد أمنه واستقراره. إلا أن صدور هذه الأحكام تشير إلى حيادية العدالة الإسبانية ويقظتها، وأن المشرع الإسباني لم يغفل حقوق الأجانب على التراب الإسباني بغض النظر عن لونه أو جنسيته أو معتقده.

  • تبني المؤسسات والهيئات الإسلامية الدفاع عن حقوق المسلمين ومنع خطاب الكراهية ‏

ومن جانبها عملت المؤسسات والهيئات الإسلامية على الدفاع عن حقوق المسلمين ضد حملات التشويه التي نفذها حزب "فوكس" ضدهم في العديد من المناسبات، لا سيما خلال الانتخابات السياسية. وفي هذا الإطار أشارت جريدة "لا بانجوارديا" الإسبانية في 1 فبراير 2021، إلى اعتراض اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا في بيان رسمي على حملة حزب "فوكس" الانتخابية، والتي انطلقت تحت شعار: "أوقفوا أسلمة قطلونية" عبر مواقع التواصل الاجتماعي. واعتزمت الجمعيات الإسلامية التقدم إلى النيابة العامة بمقاطع الفيديو التي أصدرها حزب "فوكس" اليميني المتطرف في إسبانيا، والتي تشتمل على جرائم التحريض على العنف وإثارة الكراهية ضد المسلمين. وذكر البيان أن هذه الاعتداءات العنيفة على المسلمين القائمة على الخداع والمعلومات الكاذبة تتناقض مع واقع العديد من المسلمين الذين يعيشون في هذا البلد، وهذا هو السبب في اعتبار هذا التصرف اعتداء على الديمقراطية والعدالة والحرية، وانتهاكًا للدين الإسلامي وللقيم الإنسانية.

 

  • الوعي الاجتماعي بخطورة اليمين المتطرف ومجابهته

وعلى المستوى الشعبي والمجتمعي استقبل سكان مدينة "ريبول" الواقعة في إقليم قطلونية في 2 فبراير 2021 وفدًا من حزب "فوكس" الإسباني اليميني المتطرف بملصقات وشعارات احتجاجية تقول: "فليخرج الفاشيون من مدينتنا". كان هذا احتجاجًا على تصريحات كل من المرشح لحكومة قطلونية، "إجناسيو جاريجا" ورئيسة الحزب في مدريد، "روسيو موناستيريو"، اللذين أشارا إلى مدينة "ريبول" على أنها "مهد التطرف"، وفقًا لجريدة "لا بانجوارديا" الإسبانية في 2 فبراير 2021. واستغل وفد حزب "فوكس" زيارته للبلدية، حيث كان يقيم إمام "خلية ريبول" الإرهابية التي نفذت هجمات برشلونة في أغسطس 2017، لإعادة ربط بلدية "ريبول" بالإرهاب والهجرة وبما يسمونه: "توسعية الإسلام".

  • سن تشريعات لإلزام مواقع التواصل الاجتماعي بحجب المنصات والحسابات المروجة للكراهية والإسلاموفوبيا   

وتزامنًا مع ذلك، قرر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" - في 28 يناير 2021- حجب حساب حزب "فوكس" اليميني المتطرف في إسبانيا مؤقتًا على خلفية اتهامه بإثارة الكراهية والتحريض على العداء ضد المسلمين، وذلك بعد أن نددت بعض المنظمات غير الحكومية بتغريدة للحزب يفترض أنها تسيء إلى المسلمين، وفقًا لما ورد في صحيفة "إل بايس" الإسبانية في 28 يناير 2021. وجاء هذا القرار بعد أن اعتبر القائمون على تشغيل موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن هذه التغريدة تنتهك أحد معاييره، والتي تحظر التهديد أو التحرش أو التشجيع على العنف ضد أشخاص آخرين على أساس العرق، أو الدين، أو السن، أو الإعاقة، أو المرض. وهذا يدلل بشكل كبير على الرفض التام لفكر اليمين المتطرف والتوجهات التي تهدد أمن المجتمعات واستقرارها والحفاظ على سلامتها وتقدمها في المناحي كافة.

وبعد أن تعرضنا لأبرز سبل مواجهة الإسلاموفوبيا في إسبانيا على المستوى الداخلي، نسلط الضوء على أبرز توصيات مرصد الأزهر التي يمكن أن تسهم في الحد من انتشار تلك الظاهرة وتمنع تمدد آثارها السلبية في المجتمع، وفي انتظار الجزء الثالث والأخير من هذه السلسلة، والذي سيتناول تأثير وسائل الإعلام وتغذيتها للإسلاموفوبيا. وفي هذا الإطار يوصي مرصد الأزهر بعدة أمور من شأنها الحد من تفشي تلك الظاهرة المقيتة أبرزها:

  • ترسيخ مفهوم المواطنة واحترام الآخر، وقبول التعددية الثقافية والفكرية والدينية، والعمل على توعية المجتمع بهذه المحاور بكل الوسائل الإعلامية والميدانية الممكنة حتى ينعكس ذلك على السلوكيات الفردية في المجتمع.  
  •  إدانة الأعمال العدائية ضد فئات المجتمع بشكل قوي وحاسم، وعلى السلطات القضائية أن تضطلع بدورها في هذا الأمر بكل حزم؛ لمنع استباحة تلك الفئات وجعلها عرضة للانتهاك، وكذلك منع استغلال الأحداث التاريخية لبث الكراهية ‏والشقاق بين أبناء المجتمع الواحد، لا سيما من أصحاب المصالح السياسية كاليمين المتطرف.
  • تفعيل مواد الدستور والقوانين التي تنص على احترام الحرية الدينية وتحقق الضمان لممارسة الشعائر الدينية لكل طائفة، وكذلك احترام اختيار المرأة المسلمة في ارتداء الحجاب في الأماكن العامة وفي العمل.
  •  توعية النشء من خلال وسائل الإعلام وعن طريق محتوى المواد الدراسية بأهمية المواطنة وترسيخها في نفوسهم حتى تنعكس ‏إيجابًا على أفكارهم ‏وسلوكياتهم اليومية في التعامل مع الآخرين، بما يسهم في نماء المجتمع وتقدمه ‏ثقافيًّا ‏وحضاريًّا.
  • التضييق على الخطابات المتطرفة والمروجة للكراهية والعنف ومنع انتشارها على شبكات التواصل الاجتماعي، ويعول هذا الأمر بشكل رئيسي على مسؤولي تلك المواقع والشبكات للحد من انتشار الكراهية ويرسخ احترام القوانين والمواثيق الدولية.
  •  دعم مبادارت المنظمات الحكومية وغير الحكومية إلى توعية المجتمع بخطورة ظاهرة ‏‏"الإسلاموفوبيا" ومدى تأثيرها السلبي على تماسك المجتمع وتقدمه في المجالات كافة، وعقد الفعاليات والأنشطة اللازمة لذلك بشكل دوري.
  • عدم ربط الإسلام بالإرهاب والمساهمة في إزالة الأحكام المسبقة التي تؤثر على عملية التعايش السلمي وتهدد الاندماج الاجتماعي. ‏
  • ضرورة تحري وسائل الإعلام، المقروءة والمسموعة والمرئية - الدقة والتزام ‏الحيادية ‏في نقل الأخبار بصفة عامة، والمتعلقة بالمسلمين على وجه خاص، مع العودة إلى ‏مدونة ‏قواعد السلوك التي أعدتها الجمعية العامة لاتحاد جمعيات الصحافة الإسبانية الخاصة ‏بضرورة ‏التزام الصحفي أخلاقيًّا بتحري الحقيقة والمصداقية في نشر المعلومات.
  • نشر الصورة الحقيقة للإسلام الوسطي المتسامح، وإزالة الحواجز النفسية بالتأكيد على المعلومات الصحيحة وعدم ترويج الشائعات ضد المسلمين.

 وحدة رصد اللغة الإسبانية


رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.