الإسلاموفوبيا

 

18 أغسطس, 2016

عندما تجتمع الإسلاموفوبيا والتمييز العنصري...

لا تزال ظاهرة الإسلاموفوبيا تمثل مشكلة كبرى لمسلمي الغرب، ورغم المحاولات السياسية والدينية لمعالجة هذه الظاهرة إلا أنها تتزايد في حدتها، ولا شك أن الحوادث الإرهابية التي تجري في الغرب باسم الإسلام-والإسلام منها براء- لها دور كبير في هذا التصاعد، وإذا كان البعض يرى أن هذه الظاهرة هي ظاهرة دينية، إلا أنها تمثل مظهرًا من مظاهر التمييز العنصري المقيت، فهي تمييز عنصر ضد الدين، لكن ما الذي يمكن توقعه إذا كان التمييز ضد الدين واللون في آن واحد؟ بل كيف يكون الوضع إذا كان هذا الشخص الذي جرى ضده التمييز امرأة؟ هذا هو ما نبه عليه مقال موقع الهافينغتون بوست بتاريخ 8 أغسطس تحت عنوان مأساة أن تكون مسلما ذا بشرة سوداء"؛ حيث تقول الكاتبة: مما يندى له الجبين أن نظرة العالم للمسلمين، خاصة ذوي البشرة السمراء منهم، مازالت نظرة عنصرية؛ حيث يظل التمييز العنصري يطارد المسلمين مما يوحي بضرورة التصدي لتلك الظاهرة على المستوى العالمي. ومن المعلوم أن الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول تعاني التمييز العنصري، ومن المخزي انتشار ظاهرة معاداة ذوي البشرة السمراء خاصة إذا كانوا من المسلمين، وتطلع المسلمات الأمريكيات من ذوات البشرة السمراء إلى اليوم الذي يتسنى لهن فيه ارتداء حجابهن ومزاولة عملهن وممارسة شعائرهن الدينية بحرية تامة، وأنّى للمرأة المسلمة ذلك في ظل تزايد الإسلاموفوبيا والعنصرية ووصم المسلمين بالإرهاب، ترى الكاتبة أن من حقها أن تُحترم ثقافتها ودينها وألا يجعلها هذا محلًّا للشك والريبة، وتوضح الكاتبة أن الإسلام يشتمل على مناحٍ عدة، بيد أن وسائل الإعلام تقتصر على نشر المخاوف والكراهية تجاه الإسلام؛ لذا تؤكد على ضرورة تحديد مظاهر العنصرية في الأفعال والأفكار والكلمات المسيئة تجاه الآخر ومن ثم مكافحتها، وأضافت ضرورة نشر التوعية بشأن الدين الإسلامي والتحدث إلى المسلمين لمعرفة مدى سماحة الدين الإسلامي وإدراك أنه دين السلام والعدل والمحبة، كما أشارت إلى أن الدين الإسلامي يحوي العديد من المدارس الفقهية، واختتمت حديثها بأن الدين الإسلامي جزء من الجاليات الدينية الكبرى الموجودة بالدولة كالمسيحية واليهودية وغيرها؛ لذا على الجميع أن يسعى إلى تحقيق التعايش السلمي والمجتمعي المتكافل للنهوض بالمجتمع.
لذلك يبدو من الطبيعي في مثل هذه الظروف أن يقوم المسلمون بمحاولات لتفادي الأضرار التي يتعرضون لها جراء هذه الأحداث، وقد يكون هذا طبيعيًّا ومقبولًا، لكن المشكلة هنا أن هذا قد يؤثر على مشاعر المواطنة لدى هؤلاء الأشخاص خاصة إذا لم تكن هناك استجابة إيجابية لهذه المحاولات؛ فقد نشر موقع International Islamic News Agency خبرًا بعنوان "منظمة كير تسعى إلى تعويض المسلمات المُقَالات من عملهن بسبب الحجاب" جاء فيه: في ظل موجة التمييز العنصري الشرسة القائمة بالولايات المتحدة الأمريكية ضد المرأة المسلمة، طالبت منظمة "كير" أحد المراكز الطبية لعلاج الأسنان بولاية فرجينيا بتعويض المسلمات اللاتي تم فصلهن من عملهن بسبب ارتدائهن للحجاب الإسلامي؛ نظرًا للضرر الواقع عليهن اقتصاديًّا ونفسيًّا نتيجة إقالتهن؛ ففي مستهل هذا الأسبوع، تم فصل سيدة مسلمة من عملها بمركز "Fair Oaks Dental Care" الطبي لعلاج الأسنان بمقاطعة "فيرفاكس" بولاية فرجينيا بسبب ارتدائها للحجاب الإسلامي؛ حيث ذهبت تلك السيدة إلى عملها بيد أن المشرف على العمل سألها مستنكرًا عن سبب ارتدائها للحجاب فأخبرته أنها ترتديه تطبيقًا لتعاليم دينها فبادرها بأن الشركة تود فصل الدين عن العمل باعتبار أن الحجاب "يزعج" المرضى وأكد مرارًا أنه على من تريد الاحتفاظ بوظيفتها التخلي عن حجابها. وصرح مدير قسم التواصل المحلى بمنظمة "كير" أنه لا ينبغي إقالة موظف من عمله بسبب ممارسته لشعائره الدينية، بل وتوفير مكان مناسب لممارسة شعائره الدينية وفقًا للقانون، كما قامت منظمة "كير" بترويج كتيبات بعنوان "دليل الموظف لممارسة شعائره الدينية" لمساعدة أصحاب العمل في فهم الإسلام والمسلمين في أماكن العمل بصورة صحيحة.
وفي فرنسا يبدو من الطبيعي أن تتزايد جرائم الإسلاموفوبيا، بعد تزايد وتيرة الهجمات الإرهابية، وهذا ما ذكره موقع The Local تحت عنوان "فرنسا ترصد تزايد الأحداث المعادية للإسلام بعد الهجمات الإرهابية" حيث ذكر الخبر أنه على الرغم من تكاتف القيادات الحكومية والدينية للدعوة للوحدة بين الجاليات والدولة الفرنسية إلا أنه ما زال ملحوظًا وجود أفعال مناهضة للإسلام تستهدف المساجد، فبعد حادثة ذبح الكاهن على يد جهاديين، وقعت حادثة بشعة تم فيها الاعتداء على رجل مسلم مسن في مدينة روان الفرنسية أمام عائلته؛ حيث تم ضربه بصورة غير مبررة في اليوم التالي لمقتل الكاهن، وكذا المسلم الفرنسي ذو الأصل السنغالي الذي كان يرتدي جلباب وتم الاعتداء عليه أمام منزله بعد خلاف على مكان إيقاف سيارة؛ حيث وصفه المعتدي بأنه "أسود قذر"، وهدده بقطع حنجرته كما حدث مع الكاهن، وضربه على رأسه وسقط مغشيًّا عليه حتى وصلت عائلته له.
أما موقع Daily Mail فقد نشر خبرًا بعنوان "خضر خان: ترامب يزيد من حدة التعصب ضد المسلمين"، جاء فيه: انتقد السيد خان وزوجته تصريحات مرشح الرئاسة الجمهوري "دونالد ترامب"، مؤكدين على أن تلك التصريحات من شأنها زيادة معدلات التعصب الإسلاموفوبيا ضد المسلمين في الولايات المتحدة، كما أوضحوا أن غالبية الشعب الأمريكي غير مؤيدين لخطابات ترامب باعتبارها دعوة للتعصب وإقصاء الأقليات. وقد انتقد دونالد ترامب حصول خان وزوجته على جائزة "النجمة الذهبية"، يأتي هذا في حين صرح السيد خان في لقاء له مع "USA Today" أن ترامب هو السبب الرئيسي في تزايد معدلات التعصب ضد المسلمين.

وحدة رصد اللغة الإنجليزية

 


رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.