فى إطار الموقف الإيمانى من الهجمة المغرضة على الأزهر الشريف وعلى رسالته وعلى علمائه الأجلاء فإننا ذكرنا أنه من الواجب علينا أن نظل صامدين فى ميداننا فى مواجهة ذلك دون أن يدركنا شىء من الضعف أو التراخى فى أداء الرسالة التى وُضعت فى عنق كل أزهرى شرُف بالانتساب إلى الأزهر الشريف والارتواء من علومه، والتغذى برحيق مصادره المتمثلة فى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. كما ارتوى وتغذى أسلافنا الصالحون طوال عمره المديد الذى جاوز الألف عام، متذكرين فى هذا الثبات الأمر الربانى الذى جاء فى قول الله عز وجل: «يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون» آل عمران 200؛ لأن تنفيذ هذا الأمر الإلهى هو الذى يؤدى على أرض الواقع إلى نصرة دين الله تعالى وإلى إعلاء رايته وهى النصرة التى يتحقق من ورائها وعد الله عز وجل لعباده الصابرين فى قوله سبحانه «يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» محمد: 7 ومن غير شك فإن هذه النصرة تتحقق من جانب المؤمنين من خلال الحفاظ على الثروة العلمية التى تعود فى جذورها إلى القرآن الكريم وإلى السنة النبوية المطهرة وإلى كل الدراسات العلمية التى تقوم على هذين المصدرين اللذين يمثلان رسالة الإسلام التى خُتمت بها الرسالات. وهنا تتحقق النصرة التى يمنحها لهم رب العالمين حين يُثبّت أقدامهم فى ميدانهم دون أن يطرأ عليهم طارئ من طوارئ الهزيمة أو التراجع أو خلو الساحة الحياتية من وجودهم ووجود أنوار دعوتهم إلى الله عز وجل التى تُعلى من راية الحق وتزيل من الوجود أباطيل المبطلين، وتراشقات المتحللين المارقين.