أحمد نبيوة
أكد الدكتور يوسف عامر مدير مركز الأزهر للترجمة، والمشرف العام على المرصد العالمى للأزهر، أن حصول ثلاثة من خريجى الأزهر على منحة الدراسات الدينية فى المملكة المتحدة البريطانية تهدف إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان، وتعد إحدى آليات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر للارتقاء بالباحثين والعاملين فى مؤسسة الأزهر الشريف.
وأضاف د.عامر أن هذا النوع يعد من أهم من أنواع التعاون الفعال بين الأزهر الشريف ومصر وبين المملكة المتحدة، وكذلك أن الباحثين الدارسين فى بريطانيا يشكلون آلية تفاعل قوية بين الثقافة الشرقية الإسلامية والغربية وهذا يفيد فى إنتاج ثقافة إنسانية مقبولة لدى الإنسان فى كل زمان ومكان وكذلك يساعد هذا فى تقارب وجهات النظر وتبادل الخبرات ويعمل على نشر الفكر الإسلامى الصحيح الوسطى من خلال باحثى الأزهر.
موضحاً أن مثل هذه المنح تعمل على وجود الثقافة المصرية بشكل فعال فى بريطانيا وتفتح قنوات مختلفة للتبادل العلمى والتعليمى أيضاً، لافتا إلى أن هذه الخطوة تعد ضمن الاستراتيجية التى أعلنها الإمام الأكبر للنهوض بالأزهر الشريف والتى اشتملت على عدة محاور أهمها عودة الدور الريادى والفعال للأزهر وعلمائه بين دول العالم ونشر سماحة ووسطية الدين الإسلامى الحنيف وتصحيح جميع المفاهيم المغلوطة التى ينشرها بعض المنتسبين إلى إسلامنا الحنيف من الجماعات المتشددة.
من جهتها، رحبت السفارة البريطانية بالقاهرة، بطلاب الأزهر الذين حصلوا على منحة الدراسات الدينية فى المملكة المتحدة مُتمنية لهم التوفيق قبل سفرهم إلى المملكة المتحدة للشروع فى دراستهم، حيث تهدف هذه المنحة إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان من أجل تعزيز الأصوات والقيادة الدينية المتجددة والإيجابية فى مصر والعالم.
ورحب جون كاسن السفير البريطانى فى القاهرة، بالمنحة المقدمة من ثلاثة من العلماء الجدد الذين مُنحوا هذه المنحة الدراسية المرموقة قبل رحيلهم إلى المملكة المتحدة، حيث سيبحث كل من الدارسين فى علم اللاهوت والدين المقارن فى واحدة من أكبر الجامعات البريطانية.
وتحتضن منحة الأزهر فى المملكة المتحدة جيلاً جديداً من علماء الأزهر تجهزه لمواجهة انتشار الأفكار المتطرفة عن طريق تشجيع الحوار عبر حدود الثقافات والعقائد، ومنذ عام 2016، تم تقديم 6 منح دراسية، وتمول دراسة خريجى الأزهر لمدة أربع سنوات فى دراسة الدكتوراه فى الدراسات الإسلامية والدينية فى الجامعات البريطانية الرائدة والتى تشمل كلية الملك فى لندن «King's College» وجامعة لندن وإدنبره، وأن الأمير ويلز، الذى يحمل شهادة الدكتوراه الفخرية من الأزهر لعمله على تشجيع الحوار بين الأديان.
والمنحة أحد أوسع عناصر دعم المملكة المتحدة للتعليم العالى فى مصر، وخلال هذا العام فقط، دعمت المملكة المتحدة 55 طالباً للحصول على درجة الدكتوراه فى المملكة المتحدة، كما عُرض على 65 طالباً منحة تشيفنينج لدراسة مجموعة واسعة من الموضوعات فى أكبر الجامعات البريطانية.
وذكر فضيلة الإمام الأكبر عند إطلاق المنحة: «أتطلع إلى أن يكون هذا المشروع طريقاً لتعاون أكاديمى أوسع مع الجامعات البريطانية، وهو ما يحقق مهمة الأزهر العالمية فى دعم الإسلام والتعايش بين الأمم. ويعد التعاون بين الأزهر والجامعات الأوروبية ومراكز البحوث هو السبيل لاحتواء التطرف والإرهاب ونشر قيم التآلف بين البشر والمودة حول العالم»..
وقالت الباحثة الجديدة روضة فوزى التى سوف تدرس علم اللاهوت النظامى فى كلية الملك فى لندن: «يعتبر كونى باحثة فى الأزهر شرفاً كبيراً بالنسبة لى، حيث يُعد الأزهر منارة الإسلام المعتدل فى جميع أنحاء العالم، وسوف أستخدم المهارات التى أتعلمها لتحسين منهجيات تدريس علم اللاهوت والأديان فى الأزهر».